وقراءة الرفع بتقدير: هو {كَذَلِكَ} كما بيَّنَ لكم ما ذكر {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون}.
{فِي} أَمْرِ {الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} فتأخذون بالأصلح لكم فيهما {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى} وما يَلقونه من الحرج في شأنهم، فإن واكلوهم يأثموا، وإن عزلوا ما لهم من أموالهم وصنعوا لهم طعامًا وحدهم فحرجٌ {قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ} في أَموالهم بتنميتها ومداخلتكم {خَيْرٌ} من ترك ذلك {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ} أَي: تخلطوا نفقتَهم بنفقتكم {فَإِخْوَانُكُمْ} أَي: فهم إخوانكم في الدِّين، ومن شأَن الأَخِ أن يُخالط أَخاه؛ أَي: فلكم ذلك {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ} لأموالهم بمخالطته {مِنَ الْمُصْلِحِ} بها، فيُجازي كلًّا منهما {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ} لضيَّقَ عليكم بتحريم المخالطة {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ} غالبٌ على أَمره {حَكِيمٌ} في صنعه.
وقولُ المؤلِّف:(ما حُكمهما؟): بيان لمتعلق السؤال ومقصوده؛ أي: أهما حلال أم حرام؟ فأجيبوا بما ينفر عنهما، ولا يوجب القطع بتحريمهما، وقد بين حكمهما بيانًا شافيًا في سورة المائدة، وقد دل على تحريمهما الكتاب والسنة والإجماع.
وقولُه:(لهم): أي: للسائلين مخبرًا بأن فيهما إثمًا كبيرًا ومنافع للناس.
وقولُه:(أَي: في تعاطيهما): بيان لموضع الإثم أو متعلق الإثم، وهو شرب الخمر وعمل الميسر.
وقولُه:(وفي قراءةٍ بالمثلثة): المراد بالمثلثة الثاء؛ يريد: أنه قُرِئ في الآية {كَثِيرٌ} بدل {كَبِيرٌ}(١).