يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} أَي: قَصَدتْه من الأَيمان إذا حَنثتم {وَاللَّهُ غَفُورٌ} لِمَا كان من اللغو {حَلِيمٌ} بتأخيرِ العقوبةِ عن مُستحِّقها.
وقولُ المؤلِّف:(أَي: الحلف به): تأَوّل الكلام على حذف مُضاف؛ فمعنى: لا تجعلوا الله: لا تجعلوا الحلفَ بالله.
وقولُه:(علَّةً مانعةً): تفسير للعرضة؛ أي: لا تجعلوا القَسَمَ بالله على ترك البرِّ والتقوى والإصلاح سببًا مانعًا من فعل البرِّ والتقوى والإصلاح.
وقولُه:(لِمَا حلفتم عليه … ) إلى آخره: هذا تفسيرٌ لقوله تعالى: {لِأَيْمَانِكُمْ}، فاليمينُ تُطلَقُ على لفظ القَسَم؛ كقولك:«والله»، وتُطلَقُ على المقسَم عليه؛ كقولك:«لا أَحج»، ففي الآيةِ النهيُ عن أَنْ يكون القَسَمُ:«والله» مانعًا من فعل الحجِّ المُقسَمِ على تركه، وهذا على تفسيرِ العُرضةِ بالعلَّةِ المانعةِ، وهذا ما مشى عليه المؤلِّف، ولهذا قال في تفسير:{أَنْ تَبَرُّوا}: «أَنْ لا تبرُّوا».
وقولُه:(«أن» لا): هذا تفسيرٌ لليمين التي نهي عن جعلها مانعًا من فعل البر والتقوى والإصلاح. وقولُه:(فتُكرَه اليمينُ على ذلك): يريد: أَنَّ الحلفَ على ترك العمل المشروع مكروهٌ، هذا إذا كان مُستحبًّا، ولهذا قال:(ويُسَنُّ فيه الحنثُ)، أَمَّا إذا كان واجبًا؛ فالحلفُ على تركه حرامٌ؛ كمَن حلفَ على ترك فريضةٍ من الفرائض، فيجب الحنثُ وتجبُ الكفَّارةُ.