للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَاتَّقُواْ اللّهَ}: أَي: خافوا اللهَ وراقبوه في رعاية هذه الأَحكام وأَداءِ حقوقِ الله وحقوقِ العباد.

وقوله: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ}: تأكيدٌ للأَمر بالتقوى، فإِنَّ عِلْمَ العبادِ بعلم الله بأعمالهم: من أَعظم البواعث على تقوى الله. وقوله: {بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير (٢٣٣)}: أَي: عليمٌ.

{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ} أَي: لِيُرضعنَ {أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ} عامين {كَامِلَيْنِ} صفةٌ مؤكدةٌ، ذلك {لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} ولا زيادةَ عليه {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ} أَي: الأَب {رِزْقُهُنَّ} إِطعامُ الوالدات {وَكِسْوَتُهُنَّ} على الإرضاع إذا كُنَّ مُطلَّقات {بِالْمَعْرُوفِ} بقدر طاقته {لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا} طاقتَها {لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا} بسببه؛ بأَنْ تُكرَه على إِرضاعه إذا امتنعت {وَلَا} يُضارَّ {مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ} أَي: بسببه؛ بأَنْ يُكلَّفَ فوقَ طاقتِه. وإضافةُ الولد إلى كلٍّ منهما في الموضعين للاستعطاف {وَعَلَى الْوَارِثِ} أَي: وارثِ الأَب؛ وهو الصبيُّ، أَي: على وليِّه في ماله {مِثْلُ ذَلِكَ} الذي على الأَب للوالدة من الرزق والكسوة. {فَإِنْ أَرَادَا} أَي: الوالدان {فِصَالًا} فِطامًا له قبل الحولين، صادرًا {عَنْ تَرَاضٍ} اتفاقٍ {مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ} بينهما؛ لتظهرَ مصلحةُ الصبيِّ فيه {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} في ذلك {وَإِنْ أَرَدْتُمْ} خطابٌ للآباء {أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ} مراضعَ غير الوالدات {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} فيه {إِذَا سَلَّمْتُمْ} إِليهنَّ {مَا آتَيْتُمْ} أَي: أَردتم إيتاءَه لهنَّ من الأُجرة {بِالْمَعْرُوفِ} بالجميل، كطِيب النَّفس {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} لا يخفى عليه شيءٌ منه.

<<  <   >  >>