كتاب عظيم يعنى بثلاثة أشياء: تقرير الأدلة وتوجيهها، والكلام على المناسبات بين السور والآيات، وسرد كثير من القصص والروايات.
[تفسير الخازن:]
تفسير مشهور، يعني بالمأثور، بيد أنه لا يذكر السند، وله ولوع بالتوسع في الروايات والقصص، ومن مزاياه أنه يتبع القصة ببيان ما فيها من باطل؛ حتى لا ينخدع بها غرّ، ولا يفتن بها جاهل.
[تفاسير الفرق المختلفة]
وذلك كالتفسير الإشاري وتفاسير أهل الكلام، وأشهر الكتب في ذلك.
وقد منيت الأمة بأن تفترق أكثر من سبعين فرقة، وأن يلبسها الله شيعا ويذيق بعضها بأس بعض، وإن كانت لا تزال طائفة من هذه الأمة ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتي أمر الله، وقد تناولت كل طائفة كتاب الله تفسره بما ارتضته لنفسها من اعتدال أو تطرف، فظهرت مجموعة التفاسير كالمرايا المجلوّة تنطبع فيها صور المفسرين لها على اختلاف مشاربهم، وتباين منازعهم، ولا غرو، فكل إناء بما فيه ينضح، وكل يغني على ليلاه.
ومن هنا تجد تفاسير أهل السنة تظهر فيها عقيدة أهل السنة، وتفاسير المعتزلة تظهر فيها عقيدة الاعتزال، والشيعة تظهر في تفاسيرهم عقيدة التشيع، وهلم .. وهلم.
وقد تكلمنا تحت العنوان السابق على نماذج من تفاسير أهل السنة، فلنتكلم هنا على نماذج من تفاسير الفرق المختلفة.
[تفاسير المعتزلة]
ونختار منها كتاب الكشاف للزمخشري: وصاحبه هو محمود بن عمر بن محمد ابن عمر النحوي اللغوي المعتزلي الملقب بجار الله، ولد سنة (٤٦٧ هـ)، وتوفي سنة (٥٣٨ هـ)، بعد أن برع في اللغة والأدب والنحو، ومعرفة أنساب العرب حتى فاق أقرانه، ثم تظاهر بالاعتزال ودعا إليه.
وكتابه خير كتاب أو من خير الكتب التي يرجع إليها في التفسير من ناحية البلاغة،