وابن عباس رضي الله عنهم. كان لكل رجل منهم أصحاب يقومون بقوله ويفتون الناس». وروينا عن مسروق قال:«وجدت علم أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم انتهى إلى ستة: عمر، وأبيّ، وزيد، وأبي الدرداء، وعبد الله بن مسعود، ثم انتهى علم هؤلاء الستة إلى اثنين: علي، وعبد الله». وروينا نحوه عن مطرف عن الشعبي عن مسروق، لكن ذكر أبا موسى بدل أبي الدرداء. وروينا عن الشعبي قال:«كان العلم يؤخذ عن ستة من أصحاب رسول الله، وكان عمر، وعبد الله، وزيد، يشبه علم بعضهم بعضا، وكان يقتبس بعضهم من بعض، وكان علي، والأشعري. وأبيّ، يشبه علم بعضهم بعضا، وكان يقتبس بعضهم من بعض». وروينا عن الحافظ أحمد البيهقي أن الشافعي ذكر الصحابة في رسالته القديمة وأثنى عليهم بما هم أهله، ثم قال:«وهم فوقنا في كل علم، واجتهاد، وورع، وعقل، وأمر استدرك به علم واستنبط به، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا.
[٤ - عدد من روى الأحاديث منهم:]
قال ابن الصلاح: روينا عن أبي زرعة الرازي أنه سئل عن عدة من روى عن النبي صلّى الله عليه وسلم، فقال: ومن يضبط هذا؟ شهد مع النبي صلّى الله عليه وسلم حجة الوداع أربعون ألفا، وشهد معه تبوك سبعون ألفا.
وروينا عن أبي زرعة أيضا أنه قيل له: «أليس يقال: حديث النبي صلّى الله عليه وسلم أربعة آلاف حديث؟» قال: «ومن قال ذا قلقل الله أنيابه! هذا قول الزنادقة، ومن يحصي حديث رسول الله! قبض رسول الله عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روي عنه وسمع منه، وفي رواية: ممن رآه وسمع منه.
فقيل له: يا أبا زرعة! هؤلاء أين كانوا وأين سمعوا منه؟ قال: «أهل المدينة، وأهل مكة، ومن بينهما، والأعراب، ومن شهد معه حجة الوداع كلّ رآه وسمع منه يعرفه».
[٥ - أفضلهم:]
أفضلهم على الإطلاق أبو بكر، ثم عمر، ثم إن جمهور السلف على تقديم عثمان على عليّ، وقدم أهل الكوفة من أهل السنة عليّا على عثمان، وبه قال منهم سفيان الثورى أولا ثم رجع إلى تقديم عثمان، روى ذلك عنه، وعنهم الخطابي. وممن نقل عنه من أهل الحديث تقديم عليّ على عثمان: محمد بن إسحاق بن خزيمة، وتقديم عثمان هو الذي استقرت عليه مذاهب أصحاب الحديث وأهل السنة.
وأما أفضل أصنافهم صنفا: فقد قال أبو منصور البغدادي التميمي: أصحابنا