ذكر بعضهم أن كلمات القرآن ٧٧٤٣٩ تسع وثلاثون وأربعمائة وسبعة وسبعون ألف كلمة، وذكر بعضهم غير ذلك. قيل: وسبب الاختلاف في عدد الكلمات أن الكلمة لها حقيقة ومجاز، ولفظ ورسم، واعتبار كل منها جائز، وكل من العلماء اعتبر أحد ما هو جائز.
قال السخاوي: لا أعلم لعدد الكلمات والحروف من فائدة؛ لأن ذلك إن أفاد فإنما يفيد في كتاب يمكن فيه الزيادة والنقصان، والقرآن لا يمكن فيه ذلك، وذكر ابن كثير أن عدد آيات القرآن ٦٠٠٠ ستة آلاف آية وأن عدد حروفه قيل: ٣٢١١٨٠ وقيل:
٣٢٣٠١٥، وقيل: ٣٤٠٧٤٠ اه.
ولكن ورد من الأحاديث في اعتبار الحروف ما أخرجه الترمذي عن ابن مسعود مرفوعا «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول «آلم» حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف».
[ترتيب السور]
[معنى السورة:]
السورة في اللغة تطلق على ما ذكره صاحب القاموس بقوله: والسورة: «المنزلة»، ومن القرآن معروفة؛ لأنها منزلة بعد منزلة: مقطوعة عن الأخرى، «والشرف»«وما طال من البناء وحسن»، «والعلامة»، «وعرق من عروق الحائط» اه.
ويمكن تعريفها اصطلاحا بأنها: طائفة مستقلة من آيات القرآن ذات مطلع ومقطع.
قالوا: وهي مأخوذة من سور المدينة.
وذلك إما لما فيها من وضع كلمة بجانب كلمة، وآية بجانب آية، كالسور توضع كل لبنة فيه بجانب لبنة، ويقام كل صف منه على صف.
وإما لما في السورة من معنى العلو والرفعة المعنوية الشبيهة بعلو السور ورفعته الحسية، وإما لأنها حصن وحماية لمحمد صلّى الله عليه وسلم، وما جاء به كتاب الله القرآن، ودين الحق الإسلام، باعتبار أنها معجزة تخرس كل مكابر، ويحق الله بها الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون، أشبه بسور المدينة، يحصنها ويحميها من غارة الأعداء، وسطوة الأشقياء.
وسور القرآن مختلفة طولا وقصرا، فأقصر سورة فيه سورة الكوثر، وهي ثلاث آيات قصار، وأطول سورة فيه سورة البقرة، وهي خمس وثمانون أو ست وثمانون ومائتا