عن زيد بن ثابت «أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم احتجم في المسجد»، وإنما هو بالراء «احتجر في المسجد» بخص أو حصير، حجرة يصلي فيها، فصحفه ابن لهيعة لكونه أخذه من كتاب بغير سماع. ذكر ذلك مسلم في كتاب التمييز له.
وبلغنا عن الدارقطني في حديث أبي سفيان عن جابر قال:«رمي أبيّ يوم الأحزاب على أكحله، فكواه رسول الله صلّى الله عليه وسلم» أن غندرا قال فيه: «أبي» وإنما هو «أبيّ» وهو أبي بن كعب.
وفي حديث أنس «ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرّة» قال فيه شعبة: «ذرة» بالضم والتخفيف ونسب فيه إلى التصحيف.
وبلغنا عن أبي زرعة الرازي أن يحيى بن سلّام «هو المفسّر» حدث عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تعالى: سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ قال «مصر» واستعظم أبو زرعة هذا واستقبحه وذكر أنه في تفسير سعيد عن قتادة «مصيرهم».
وبلغنا عن الدارقطني أن محمد بن المثنى أبا موسى العتري حدث بحديث النبي صلّى الله عليه وسلم:«لا يأتي أحدكم يوم القيامة ببقرة لها خوار» قال فيه: «أو شاة تنعر» بالنون، وإنما هو «تيعر» بالياء المثناة من تحت.
وأنه قال لهم يوما:«نحن قوم لنا شرف، نحن من عنزة قد صلى النبي صلّى الله عليه وسلم إلينا» يريد ما روي أن النبي صلّى الله عليه وسلم صلى إلى عنزة. توهم أنه صلى إلى قبيلتهم، وإنما العنزة ههنا حربة نصبت بين يديه فصلى إليها. اه.
[عادة المحدثين]
جرت عادة أهل الحديث بحذف قال ونحوه فيما بين رجال الإسناد في الخط.
وينبغي للقارئ أن يلفظ بها، وإذا كان في الكتاب قرئ على فلان، أخبرك فلان، فليقل القارئ: قرئ على فلان قيل له: أخبرك فلان، وإذا كان فيه قرئ على فلان أخبرنا فلان فليقل: قرئ على فلان، قيل له: قلت: أخبرنا فلان.
وإذا تكررت كلمة قال كقوله: حدثنا صالح قال: قال الشعبي: فإنهم يحذفون إحداهما في الخط فليلفظ بهما القارئ فلو ترك القارئ لفظ قال في هذا كله فقد أخطأ والسماع صحيح للعلم بالمقصود ويكون هذا من الحذف لدلالة الحال عليه. اه منه.
[رموز المحدثين]
جرت العادة بالاقتصار على الرمز في «حدثنا وأخبرنا» واستمر الاصطلاح عليه من