يستحب التكبير من أول سورة الضحى إلى أن يختم، وهي قراءة أهل مكة أخذها ابن كثير عن مجاهد، ومجاهد عن ابن عباس، وابن عباس عن أبي، وأبي عن النبي صلّى الله عليه وسلم، رواه ابن خزيمة والبيهقي في شعب الإيمان وقواه. ورواه من طريق موقوفا على أبيّ بسند معروف، وهو حديث غريب، وقد أنكره أبو حاتم الرازي على عادته في التشديد، واستأنس له الحليمي بأن القراءة تنقسم إلى أبعاض متفرقة، فكأنه كصيام الشهر؛ وقد أمر الناس إذا أكملوا العدة أن يكبروا الله على ما هداهم، فالقياس أن يكبر القارئ إذا أكمل عدة السور.
وذكر غيره أن التكبير كان لاستشعار انقطاع الوحي، قال: وصفته في آخر هذه السور أنه كلما ختم سورة وقف وقفة، ثم قال: الله أكبر، ثم وقف وقفة، ثم ابتدأ السورة التي تليها إلى آخر القرآن، ثم كبّر كما كبّر من قبل، ثم أتبع التكبير الحمد والتصديق والصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم والدعاء.
وقال سليم الرازي في تفسيره: يكبر القارئ بقراءة ابن كثير إذا بلغ وَالضُّحى بين كل سورتين تكبيرة، إلى أن يختم القرآن، ولا يصل آخر السورة بالتكبير، بل يفصل بينهما بسكتة، وكأن المعنى في ذلك ما روي أن الوحي كان تأخر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أياما، فقال ناس: إن محمدا قد ودّعه صاحبه وقلاه، فنزلت هذه السورة، فقال: الله أكبر، قال: ولا يكبر في قراءة الباقين؛ ومن حجتهم أن ذلك ذريعة إلى الزيادة في القرآن، بأن زيد عليه التكبير فيتوهم أنه من القرآن فيثبتونه فيه.
[ما يفعله القارئ عند ختم القرآن]
إذا ختم القرآن وقرأ المعوذتين قرأ الفاتحة وقرأ خمس آيات من البقرة إلى قوله هُمُ الْمُفْلِحُونَ لأنها آية عند الكوفيين، وعند غيرهم بعض آية. وقد روى الترمذي: أي
العمل أحب إلى الله؟ قال:«الحالّ المرتحل» قيل المراد به: الحث على تكرار الختم ختمة بعد ختمة، وقيل: المراد به: أنه إذا ختم بآخر سورة بدأ بقراءة أول سورة منه وخمس آيات من سورة البقرة فيكون معنى «الحالّ المرتحل» أي الذي إذا ختم القرآن بدأ بقراءة أوله.