النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد (يغضب) مع من وجد، ولا يجهل مع من جهل وفي جوفه كلام الله» [رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد].
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:«الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام:
رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار فشفّعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفّعان» رواه أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب الجوع، والطبراني في الكبير والحاكم واللفظ له، وقال: صحيح على شرط مسلم.
وعن عبد الله، يعني ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «إن هذا القرآن مأدبة الله، فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله المتين والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوجّ فيقوّم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق (يبلى) من كثرة الرد، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته؛ كل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف». رواه الحاكم من رواية صالح بن عمر عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عنه، وقال: تفرد به صالح بن عمر عنه، وهو صحيح.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر لأن تغدو فتتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة، ولأن تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل به خير من أن تصلي ألف ركعة»[رواه ابن ماجه بإسناد حسن].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويله».
وفي رواية:«يا ويلي أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار»[رواه مسلم وابن ماجه، ورواه البزار من حديث أنس].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه رأى رؤيا: أنه يكتب ص فلما بلغ إلى سجدتها قال: رأى الدواة والقلم وكل شيء بحضرته انقلب ساجدا. قال: فقصصتها على النبي صلّى الله عليه وسلم، فلم يزل يسجد بها. [رواه أحمد ورواته رواة الصحيح].
[ترجمة القرآن وأحكامها]
قال في مناهل العرفان للزرقاني:
نوجه الأذهان في فاتحة هذا المبحث إلى أهميته وخطره من نواح ثلاث:
أولاها: دقته وغموضه إلى حد جعل علماءنا يختلفون فيه قديما وحديثا.