بخلاف المختصرات من الصحيحين، فإنهم نقلوا فيها ألفاظهما من غير زيادة ولا تغيير.
ثم اعلم أن المستخرج لا يختص بالصحيحين؛ فقد استخرج محمد بن عبد الملك ابن أيمن على سنن أبي داود، وأبو علي الطوسي على الترمذي، وأبو نعيم على التوحيد لابن خزيمة، وأملى الحافظ أبو الفضل العراقي على المستدرك مستخرجا لم يكمل.
[فوائد المستخرجات على الصحيحين:]
ثم اعلم أن للكتب المخرجة على الصحيحين فوائد:
منها: علوّ الإسناد: لأن المصنف المستخرج لو روى حديثا مثلا من طريق البخاري لوقع أنزل من الطريق الذي رواه به المستخرج.
ومنها: القوة بكثرة الطرق للترجيح عند المعارضة، ذكره ابن الصلاح في مقدمة شرح مسلم.
ومنها: أن يكون مصنف الصحيح روى عمن اختلط ولم يبين هل سماع ذلك الحديث في هذه الرواية قبل الاختلاط أو بعده فيبينه المستخرج إما تصريحا، أو بأن يرويه عنه في الصحيح عن مدلّس بالعنعنة: فيرويه المستخرج بالتصريح بالسماع.
ومنها: أن يروي عن مبهم: كحدّثنا فلان، أو رجل، أو فلان وغيره، أو غير واحد فيعيّنه المستخرج.
ومنها: أن يروي عن مهمل: كمحمد من غير ذكر ما يميزه عن غيره من المحمدين، ويكون في مشايخ من رواه كذلك من يشاركه في الاسم فيميزه المستخرج.
قال شيخ الإسلام: وكل علة أعلّ بها حديث في أحد الصحيحين جاءت رواية المستخرج سالمة منها فهي من فوائده وذلك كثير جدّا.
[المستدركات:]
ومن أنواعها: المستدركات: والمستدرك: كتاب جمع مؤلفه فيه أحاديث استوفت حسب نظره شروط الأحاديث التي ذكرها البخاري أو مسلم أو غيرهما في كتابه ولكنه لم يذكرها فيه وذلك كمستدرك الحاكم وغيره.
[كتب العلل:]
ومن أنواعها: كتب العلل: وهي الكتب التي يجمع فيها الأحاديث المعلولة مع بيان عللها، ومن صنّف في هذا النوع: الإمام مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح، والإمام