الأولى حذفها وهذا جهل قبيح، والله أعلم. اه كلام النووى.
[ما يستحب لكاتب الحديث]
يستحب لكاتب الحديث إذا مر بذكر الله عزّ وجل أن يكتب «عزّ وجل» أو «تعالى» أو «سبحانه وتعالى» أو «تبارك وتعالى» أو «جل ذكره» أو «تبارك اسمه» أو «جلت عظمته» أو ما أشبه ذلك، وكذلك يكتب عند ذكر النبي صلّى الله عليه وسلم بكمالها لا رامزا إليها ولا مقتصرا على أحدهما، وكذلك يقول في الصحابي رضي الله عنه فإن كان صحابيّا ابن صحابي قال:
رضي الله عنهما وكذلك يترضى ويترحم على سائر العلماء والأخيار ويكتب كل هذا وإن لم يكن مكتوبا في الأصل الذي ينقل منه، فإن هذا ليس رواية وإنما هو دعاء، وينبغي للقارئ أن يقرأ كل ما ذكرناه وإن لم يكن مذكورا في الأصل الذي يقرأ منه ولا يسأم من تكرار ذلك، ومن أغفل هذا حرم خيرا عظيما وفوّت فضلا جسيما. اه منه.
[ذكر النبي بدل الرسول وعكسه]
إذا كان الراوى في سماعه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فأراد أن يرويه ويقول عن النبي صلّى الله عليه وسلم أو عكسه، فالصحيح الذي قاله حماد بن سلمة وأحمد بن حنبل وأبو بكر الخطيب أنه جائز؛ لأنه لا يختلف به هنا معنى، وهو المختار خلافا لابن الصلاح.
[تعريف الصحابي والتابعي]
قال النووي: هذا فصل مما يتأكد الاعتناء به وتمس الحاجة إليه فبه يعرف المتصل من المرسل.
فأما الصحابي: فكل مسلم رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولو لحظة، هذا هو الصحيح في حده، وهو مذهب أحمد بن حنبل، وأبي عبد الله البخاري في صحيحه، والمحدثين كافة.
وذهب أكثر أصحاب الفقه والأصول إلى أنه من طالت صحبته له صلّى الله عليه وسلم.
قال الإمام القاضي أبو الطيب الباقلاني: لا خلاف بين أهل اللغة أن الصحابي مشتق من الصحبة، وهو جار على كل من صحب غيره قليلا كان أو كثيرا، يقال: صحبه شهرا ويوما وساعة، قال: وهذا يوجب في حكم اللغة إجراء هذا على من صحب النبي صلّى الله عليه وسلم ولو ساعة، هذا هو الأصل، قال: ومع هذا قد تقرر للأمة عرف في أنهم لا يستعملونه إلا فيمن كثرت صحبته واتصل لقاؤه، ولا يجزي ذلك على من لقى المرء ساعة ومشى معه خطوات وسمع منه حديثا، فوجب أن لا يجزي في الاستعمال إلا على من هذا حاله.