أحدها: وهو الصحيح الذي ذهب إليه أكثر الأئمة كما قال ابن حجر أنه: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ لحديث بدء الوحي الذي رواه الشيخان.
وأخرج الحاكم في المستدرك والبيهقي في الدلائل وصححاه عن عائشة رضي الله عنها قالت: أول سورة نزلت من القرآن: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ.
القول الثاني: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ.
فقد روى الشيخان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت جابر بن عبد الله أي القرآن أنزل قبل؟ قال: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قلت: أو اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ. قال:
أحدثكم ما حدثنا به رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:«إني جاورت بحراء، فلما قضيت جواري، نزلت فاستبطنت الوادي، فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وشمالي ثم نظرت إلى السماء فإذا هو «يعني جبريل» فأخذتني رجفة فأتيت خديجة، فأمرتهم فدثروني، فأنزل الله يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ» وأجاب القائلون بالقول الأول عن هذا الحديث بأن المراد أولية مخصوصة بالأمر بالإنذار، وعبّر بعضهم عن هذا بقوله:
أول ما نزل للنبوة اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وأول ما نزل للرسالة يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، ويدل على ذلك قوله في حديث جابر: فإذا هو يعني جبريل، وذلك يدل على أنه رآه قبل هذه المرة.
القول الثالث: سورة الفاتحة. ودليله حديث ضعيف أخرجه البيهقي في الدلائل كما أخرجه الواحدي.
[آخر ما نزل]
في آخر ما نزل اختلاف؛ فروى الشيخان عن البراء بن عازب قال: آخر آية نزلت يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ [سورة النساء آية: ١٧٦]. وآخر سورة نزلت «براءة». وروى البخاري عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت آية الربا، وروى البيهقي عن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا [سورة البقرة آية: ٢٧٨].
وأخرج النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن: