وقوله:(وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين)، وقوله:(فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم).
القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني كتاب الله تعالى، وهي أمر ونهي، ووعد ووعيد، وقصص ومجادلة وأمثال، قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذا لا يسمى أحرفا،- وأيضا- فالإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني. وذكر القاضي ابن الطيب في هذا المعنى حديثا عن النبي صلّى الله عليه وسلم ثم قال: ولكن ليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها، وإنما الحرف في هذه بمعنى الجهة والطريقة، ومنه قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ [سورة الحج آية: ١١] فكذلك معنى هذا الحديث على سبع طرائق من تحليل وتحريم وغير ذلك، وقد قيل: إن المراد بقوله عليه الصلاة والسلام: «أنزل القرآن على سبعة
أحرف» القراءات السبع التي قرأ بها القراء السبعة؛ لأنها كلها صحت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وهذا ليس بشيء لظهور بطلانه.
[القول في القراءات السبع]
قال كثير من علمائنا كالداوودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من تلك السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف، ذكره ابن النحاس وغيره، وهذه القراءات المشهورة هي اختيارات أولئك الأئمة القراء، وذلك أن كل واحد منهم اختار فيما روي وعلم وجهه من القراءات