وأما الضعيف: فهو ما لم يوجد فيه شروط الصحة ولا شروط الحسن. وأنواعه كثيرة منها: الموضوع، والمقلوب، والشاذ، والمعلل، والمضطرب وغير ذلك.
ولهذه الأنواع حدود وأحكام وتفريعات معروفة عند أهل هذه الصنعة، وقد أتقنها مع ما يحتاج إليه طالب الحديث من الأدوات والمقدمات ويستعين به في جميع الحالات الإمام الحافظ أبو عمرو ابن الصلاح في كتابه «علوم الحديث».
[الترمذي أصل في معرفة الحسن]
قال ابن الصلاح في علوم الحديث: كتاب أبي عيسى الترمذي أصل في معرفة الحديث الحسن، وهو الذي نوه باسمه وأكثر من ذكره في جامعه، ويوجد في متفرقات من كلام بعض مشايخه والطبقة التي قبله كأحمد بن حنبل والبخاري وغيرهما، ويختلف النسخ من كلام الترمذي في قوله: هذا حديث حسن، وهذا حديث حسن صحيح، ونحو ذلك؛ فينبغي أن تصحح أصلك بجماعة أصول، وتعتمد ما اتفقت عليه.
[أبو داود سننه من مظان الحسن]
قال: ومن مظانه سنن أبي داود، روينا عنه أنه قال: ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، وما كان فيه وهن شديد بينته، وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض. قال: وروي عنه أنه يذكر في كل باب أصح ما عرف فيه.
(قلت): ويروى عنه أنه قال: وما سكتّ عنه فهو حسن.
قال ابن الصلاح: فما وجدناه في كتابه مذكورا مطلقا، وليس في واحد من الصحيحين، ولا نص على صحته أحد فهو حسن عند أبي داود.
(قلت): الروايات عن أبي داود بكتابه «السنن» كثيرة جدّا ويوجد في بعضها من الكلام، بل والأحاديث ما ليس في الأخرى، ولأبي عبيد الآجرّي عنه أسئلة في الجرح والتعديل، والتصحيح والتعليل، كتاب مفيد. ومن ذلك أحاديث ورجال قد ذكرها في سننه. فقوله:«وما سكتّ عنه فهو حسن» ما سكت عنه في سننه فقط؟ أو مطلقا؟.
هذا مما ينبغي التنبيه عليه، والتيقظ له.
فائدة: وقال: الحكم بالصحة أو الحسن على الإسناد لا يلزم منه الحكم بذلك على