الآيات المختلفة؛ كما أنكر رسول الله صلّى الله عليه وسلم على بلال، وكما اعتذر خالد عن فعله، ولكراهة ابن سيرين له. ثم قال: إن بعضهم روى حديث بلال وفيه: فقال النبي صلّى الله عليه وسلم:
«كل ذلك حسن» وهو أثبت وأشبه بنقل العلماء .. اه.
[حكم قراءة القرآن مع جماعة]
قال الإمام النووي في «التبيان»: اعلم أن قراءة الجماعة مجتمعين مستحبة بالدلائل الظاهرة وأفعال السلف والخلف المتظاهرة، فقد صح عن النبي صلّى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، أنه قال:«ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده» قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال:«ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده»[رواه مسلم وأبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم].
وعن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال:«ما يجلسكم؟
قالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده لما هدانا للإسلام، ومنّ علينا به فقال: أتاني جبريل عليه السّلام فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة» [رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي:
حديث حسن صحيح] والأحاديث في هذا كثيرة.
وروى الدارمي بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:«من استمع إلى آية من كتاب الله كانت له نورا».
وروى ابن أبي داود: أن أبا الدرداء رضي الله عنه كان يدرس القرآن معه نفر يقرءون جميعا، وروى ابن أبي داود فعل الدراسة مجتمعين عن جماعات من أفاضل السلف والخلف وقضاة المتقدمين.
وعن حسان بن عطية والأوزاعي أنهما قالا: أول من أحدث الدراسة في مسجد دمشق هشام بن إسماعيل في قدمته على عبد الملك.
وأما ما روى ابن أبي داود عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب: أنه أنكر هذه الدراسة، وقال: ما رأيت ولا سمعت، وقد أدركت أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم: يعني ما رأيت أحدا فعلها.
وعن وهب قال: قلت لمالك: أرأيت القوم يجتمعون فيقرءون جميعا سورة واحدة