(الله صورني وَلست بعالم ... لم ذَاك سُبْحَانَ الْقَدِير الْوَاحِد)
(فلتشهد السَّاعَات والأنفاس لي ... أَنِّي بَرِئت من الغوي الجاحد)
تَرْجَمَة واقفها
أَنْشَأَهَا زكي الدّين أَبُو الْقَاسِم هبة الله بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بِابْن رَوَاحَة اشْتهر بذلك لِأَنَّهُ ينْسب إِلَى أبي عبد الله الْحُسَيْن بن عبد الله بن رَوَاحَة من جِهَة أمه
قَالَ ابْن كثير كَانَ المترجم تَاجِرًا صَاحب ثروة وَكَانَ فِي نِهَايَة الطول وَالْعرض وَقد ابتنى الْمدرسَة الرواحية دَاخل بَاب الفراديس وأوقفها على الشَّافِعِيَّة وفوض تدريسها ونظرها إِلَى الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الصّلاح السهروردي وَله بحلب مدرسة أُخْرَى مثلهَا وَقد انْقَطع آخر عمره فِي مدرسته بِدِمَشْق وَكَانَ يسكن فِي إيوانها من الْجِهَة الشرقية وَرغب فِيمَا بعد أَن يدْفن فِيهِ إِذا مَاتَ فَلم يُمكن من ذَلِك بل دفن فِي مَقَابِر الصُّوفِيَّة وَكَانَت وَفَاته سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة
قَالَ العلموي أول من درس بِهَذِهِ الْمدرسَة شرف الدّين ابْن أبي بكر الْقرشِي وَبعد مَوته شهد مُحي الدّين مُحَمَّد بن عَرَبِيّ الطَّائِي وتقي الدّين بن عَليّ النَّحْوِيّ الْمصْرِيّ على ابْن رَوَاحَة بانيها بِأَنَّهُ عزل ابْن الصّلاح عَن هَذِه الْمدرسَة فجرت خطوب طَوِيلَة وَلم يَنْتَظِم مَا أرادوه ذكره أَبُو شامة ثمَّ بعد الْمدرس الْقرشِي درس بهَا نَحْو سَبْعَة وَعشْرين مدرسا إِلَى ابْن نوح الْمَقْدِسِي وَكَانَ دَاخِلا فِي الدولة وَفِي وكَالَة بَيت المَال وَنظر الْأَوْقَاف فظلم وتعدى طوره فاعتقل بالعذراوية فَوجدَ بهَا مشنوقا بعد أَن صودر وَضرب بالمقارع وَكَانَ السامري أوذي بِهِ كثيرا فَذهب إِلَيْهِ وَهُوَ فِي الْحَبْس