للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمدرسَة الريحانية

جوَار الْمدرسَة النورية من الْجَانِب الغربي وَقد تقلبت عَلَيْهَا الْأَيَّام إِلَى أَن اسْتَقَرَّتْ فِي زمننا هَذَا مكتبا للأطفال وأظن أَنَّهَا لم تسلم من الِاسْتِيلَاء على شَيْء من أطرافها وَقد وقف عَلَيْهَا بانيها أوقافا مَعْلُومَة مَشْهُورَة وَقد قَرَأت الْحجر المحفور الْمَوْضُوع أُسْكُفَّة لبابها فَإِذا فِيهِ بعد الْبَسْمَلَة

وقف هَذِه الْمدرسَة الْمُبَارَكَة جمال الدّين ريحَان بن عبد الله على المتفقهة بهَا على مَذْهَب الإِمَام الْأَعْظَم سراج الْأمة أبي حنيفَة النُّعْمَان بن ثَابت رَضِي الله عَنهُ ووقف عَلَيْهَا جَمِيع الْبُسْتَان الخراجي الْمَعْرُوف بِأَرْض الْحوَاري وَالْأَرْض الْمَعْرُوفَة بدف الْعنَّاب والقرماوي بِأَرْض القطائع والجورتين البرانية والجوانية بِأَرْض الْخَامِس وَالنّصف وَالثلث من الريحانية وَمن الإسطبل الْمَعْرُوف بعمارية ببستان بقر الْوَحْش وَذَلِكَ مَعْرُوف مَشْهُور {فَمن بدله} الْآيَة ٢ / ١٨١ سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَهِي مَعْرُوفَة كَمَا قُلْنَا وَلَكِن أوقافها مَجْهُولَة لم ندر من اختلسها

وَقد درس بهَا جمَاعَة مِنْهُم الصاحب مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْحلَبِي الْمَشْهُور بِابْن النّحاس وَكَانَ من أساطين الْعلم مكبا على الْفِقْه قَالَ الصَّفَدِي

ولد سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة واشتغل بِالْعلمِ بِبَغْدَاد وَكَانَ صَدرا مُعظما متبحرا فِي الْمَذْهَب وغوامضه مَوْصُوفا بالذكاء وَحسن المحاضرة والمناظرة انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْمَذْهَب بِدِمَشْق ودرس بالريحانية والظاهرية وَولي نظر الدَّوَاوِين والأوقاف وَالْجَامِع وَكَانَ معمارا مهندسا كَاتبا مَوْصُوفا بحب الأنصاف فِي الْبَحْث وَكَانَ يَقُول أَنا على مَذْهَب أبي حنيفَة فِي الْفُرُوع وعَلى مَذْهَب أَحْمد فِي الْأُصُول وَكَانَ يحب الحَدِيث وَالسّنة وَفِيه يَقُول عَلَاء الدّين الوداعي

(وَمن مثل مُحي الدّين دَامَت حَيَاته ... إِلَى مَذْهَب الدّين الحنيفي يرشد)

(لقد أشبه النُّعْمَان وَهُوَ حَقِيقَة ... أَبُو يُوسُف فِي علمه وَمُحَمّد)

توفّي فِي المزة أَوَاخِر سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة وَله إِحْدَى وَثَمَانُونَ سنة وشهران قَالَه الذَّهَبِيّ

<<  <   >  >>