للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْقَنَاة الى الْمَسْجِد وَالْحجر شبر وَنصف فِي شبر وَنصف وثقب الثقب شبر فِي اقل من شبر على أَنه اذا انْقَطَعت القناه اَوْ اعتلت لَيْسَ لأحد أَن يَأْخُذ من مَاء الوقية شَيْئا وَلَا لأَصْحَاب القساطل فِيهَا حق فاذا جرت يَأْخُذ كل ذِي حق حَقه وَيفتح القساطل على الْوَلَاء وَقَالَ يزِيد أَنا أدْركْت الْقَنَاة يدْخل فِيهَا الرجل يسير فِيهَا وَهِي مسقوفة يمد يَدَيْهِ وَلَا ينَال سقفها وَلَيْسَ فِيهَا شَيْء هَذِه قصَّة نهر يزِيد

قَالَ ابْن عَسَاكِر بعد ان روى مَا تقدم عَن طَرِيقين فَهَذِهِ الْأَنْهَار الَّتِي ينْتَفع بهَا الداني والقاصي وينقسم مِنْهَا المَاء الى الْأَرْضين الجداول فِي من المواصي وَيدخل من بعْدهَا الى الْبَلَد فِي القني فينتفع بِهِ النَّاس الِانْتِفَاع الْعَام على الْوَجْه الهني ويتفرق الى البرك والحمامات وَيجْرِي فِي الشوارع والسقايات وَذَلِكَ من الْمرَافِق الهنية والمواهب الجزيلة السّنيَّة والفضيلة الْعَظِيمَة الَّتِي عدت من فَضَائِل هَذِه الْمَدِينَة اذ المَاء فِي أَكثر الْبِلَاد لاينال الا بِالثّمن وَهُوَ الَّذِي تحصل بِهِ حَيَاة النُّفُوس وازالة الدَّرن ورايت فِي كتاب صور الأقاليم مَا نَصه مخرج مياه دمشق من تَحت كَنِيسَة يُقَال لَهَا الفيجة وَأول مَا يخرج يكون أرتفاعه مِقْدَار ذِرَاع فِي عرض بَاعَ ثمَّ يمشي فِي شعب تتفجر مِنْهُ الْعُيُون فَيَأْخُذ مِنْهُ نهر عَظِيم أجراه يزِيد بِعرْض الدجلة ثمَّ يستنبط مِنْهُ نهر المزة ونهر الْقَنَاة وَيظْهر عِنْد الْخُرُوج من الشّعب بِموضع يُقَال لَهُ النيرب ثمَّ يبْقى من هذاالماء عَمُود النَّهر فيسمى بردى وَعَلِيهِ قنطرة فِي وسط مَدِينَة دمشق لَا يعبرها الرَّاكِب غزارة وَكَثْرَة فيفضي الى قرى الغوطة وَيجْرِي المَاء فِي عَامَّة دور دمشق وسككهم وحماماتهم انْتهى

[القلعة]

بناؤها قديم جدا وَرُبمَا يذكر فِي الْقسم السياسي وَنَذْكُر الْآن مَا أتصل بِنَا من وصفهَا مُلَخصا من كتاب نزهة الانام فِي محَاسِن الشَّام لتقي الدّين البدري الْمصْرِيّ قَالَ ان هَذِه القلعة قدر مَدِينَة وَبهَا ضريح الصَّحَابِيّ الْجَلِيل أبي الدَّرْدَاء وَبهَا جَامع وخطبة وحمام وطاحون وَبَعض حوانيت لبيع البضائع وَبهَا دَار الضَّرْب الَّتِي بِضَرْب بهَا النُّقُود وَبهَا الدّور والحوصل وَلها طارمة كَأَنَّهَا أفرغت بقلب من شمع تسامت رُؤُوس الْجبَال يُقَال ان تيمورلئك لما حاصرها وَعجز عَنْهَا أَمر ان تنقب وتقطع

<<  <   >  >>