قَالَ الْأَسدي كَانَ شجاعا جوادا محبا للخير كتير الصَّدقَات مائلا إِلَى الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء وَبنى بحلب مدرسة للحنفية توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَقد جَاوَزت سنه الْمِائَة وَدفن قبل العاصية فِي صور وقبره يزار وَقد بنى الخان الْمَعْرُوف بطرِيق حلب هَذَا كَلَام التَّنْبِيه وَلَا يَخْلُو التَّعْرِيف بوقفها عَن تَحْرِيف لم يظْهر لي تحريره أثْنَاء الْكِتَابَة لِكَثْرَة مَا فِي النُّسْخَة الَّتِي اطَّلَعت عَلَيْهَا من الاغلاظ وَلَكِن الْأَمر سهل لِأَنَّهُ تَعْرِيف عَن شَيْء قد تلاشى واندرس
حرف الظَّاء
الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة الجوانية البيبرسية
قد تقدم ذكر محلهَا وَأَنَّهَا هِيَ الظَّاهِرِيَّة الجوانية بِعَينهَا وَلما كَانَت على الْفَرِيقَيْنِ الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة كرر ذكرهَا هُنَا
وَقد درس بهَا صدر الدّين الْأَذْرَعِيّ صَاحب الْجَامِع الصَّغِير ثمَّ بعده سِتَّة مدرسين مِنْهُم ركن الدّين السَّمرقَنْدِي وَكَانَ شيخ الْحَنَفِيَّة فِي زَمَنه سَطَا عَلَيْهِ بعض أعدائه فخنقه وألقاه فِي بركتها وَأخذ مَاله وَبعد التدقيق عَن الْفَاعِل علم أَنه بوابها عَليّ الحوراني فصلب على بَابهَا
وَترْجم صَاحب التَّنْبِيه الْأَذْرَعِيّ فَقَالَ هُوَ سُلَيْمَان ابْن أبي الْعِزّ بن وهب ابْن عَطاء أَبُو الربيعالحنفي الْأَذْرَعِيّ صَاحب الْجَامِع الصَّغِير شيخ الْحَنَفِيَّة فِي زَمَنه وعالمهم شرقا وغربا أَقَامَ يدرس مُدَّة فِي دمشق ويفتي ثمَّ انْتقل إِلَى الديار المصرية ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وتفقه على الْجمال الحصيري وَولي قَضَاء الْقَاهِرَة أَيَّام الظَّاهِر بيبرس تَوْلِيَة عَامَّة حَيْثُ حلت ركاب السُّلْطَان وَكَانَ يُحِبهُ ويعظمه وَلَا يُفَارِقهُ فِي غَزَوَاته ثمَّ استعفاه من قَضَاء الْقَاهِرَة وَعَاد إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا مُدَّة يدرس بالظاهرية وَلما مَاتَ ابْن العديم عرض عَلَيْهِ منصبه فَقبل وباشره ثَلَاثَة اشهر وَمَات لَيْلَة الْجُمُعَة سادس شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَدفن بِالْقربِ من الْجَامِع الأفرم وَمن لطيف شعره مَا قَالَه فِي مَمْلُوك تزوج إِحْدَى جواري الْملك الْمُعظم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute