دَاوُد بن شيركوه صَاحب حمص ورايت على هَامِش كتاب تَنْبِيه الطَّالِب بِخَط ابْن كنان مَا صورته وجد فِي زمننا آثَار الْعِمَارَة وآثار مَسْجِد عَظِيم بزخرفة ونقوش قَرِيبا من النَّهر شَرْقي العمرية وَلَا اعْلَم فِي ذَلِك الْخط غَيره وَلَعَلَّه كَانَ سَابِقًا سكنا فَلَمَّا خربَتْ تِلْكَ الْبيُوت خرب مَعهَا وَعدم الْعلم بِهِ لكَونه كالبيت لَا يعلم دَاخله فَيَقَع النسْيَان والغلط لتباعد المدد والدهور والفناء وَهَذَا على الظَّن اذ لَا مَانع من أَن يكون بِقرب النَّهر مَكَان آخر فَصَارَ حديقة اَوْ بستانا لَكِن هَذَا ظَاهر فِي هَذَا الْخط وجداره بَاقٍ مقلوب وَبَاقِيه خراب انْتهى وَمِنْه تعلم ان هَذِه التربة قد انطمست آثارها من زمن بعيد والآن لم نر هُنَاكَ إِلَّا دورا للسُّكْنَى وبيوتا مَمْلُوكَة وَدفن بِهَذِهِ التربة الامير الْكَبِير تَقِيّ الدّين ابْن الْوَاقِف وَكَانَ مُحدثا ذَا رَأْي وسؤدد وفضيلة وشكل ومهابة كَمَا قَالَه الصَّفَدِي وَقَالَ البرزالي اخْتصَّ بالافرم وولاه امْر ديوانه واحيانا تَدْبِير امْرَهْ توفّي سنة خمس وَسَبْعمائة وَدفن بهَا ايضا مظفر الدّين مُوسَى ابْن الْوَاقِف سنة ثَمَان وَسَبْعمائة
[التربة الزويزانية]
بميدان الْحَصَى عِنْد مَسْجِد الْفُلُوس أوقفها خَلِيل بن زويزان رَئِيس قصر حجاج قَالَ الاسدي مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة وَخلف من الْعقار وَالْعين مَا يزِيد عَن مِائَتي الف دِينَار وَتصدق بِثلث مَاله وَجعله وَقفا على الْعلمَاء والقراء بتربته قَالَ ابْن كثير وَكَانَ كيسا ذَا مُرُوءَة لَهُ صدقَات كَثِيرَة وَله زِيَادَة فِي مَقَابِر الصُّوفِيَّة من جِهَة الْقبْلَة وَلما مَاتَ دفن بتربه
حرف السِّين
مَزَار سعد بن عباد
هَذَا المزار بِالْقربِ من قَرْيَة يُقَال لَهَا المنيحة من قرى دمشق قَالَ المحبي فِي تَرْجَمَة قَاسم بن عبد المنان الْكرْدِي الاصل نزيل دمشق كَانَ نَاظرا على وقف سِنَان باشا بِالشَّام وَأحد الكبراء الصُّدُور من عُتَقَاء سِنَان باشا وَكَانَ قد نمى وقف سِنَان باشا وَعمر مسقفاته وَملك دَار الْعدْل الْمَنْسُوب تعميرها الى السُّلْطَان نور الدّين الشَّهِيد بِالْقربِ من بَاب السَّعَادَة وعمرها متقنة وَعمر ضريح سَيِّدي سعد بن عبَادَة