وَقَالَ ابْن حجي اتقن المترجم فن الحَدِيث وَصَارَ أعرف عصره بالعلل وتتبع الطّرق تخرج بِهِ غَالب الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق
حرف الصَّاد
[مدرسة الصاحبة]
هِيَ بسفح قاسيون من الشرق وَهِي الْآن مَعْرُوفَة مَشْهُورَة فِي حارة الأكراد وبناؤها عَظِيم يدل على الأبهة وَالْجَلالَة وَهِي من الْآثَار الَّتِي تدل على ارتقاء الْفَنّ المعماري فِي ذَلِك الزَّمن
قَالَ ابْن كثير وَكَانَ فِي خدمَة الواقفة الشيخة الصَّالِحَة العالمة أمة اللَّطِيف بنت الناصح الْحَنْبَلِيّ وَكَانَت فاضلة لَهَا تصانيف وَهِي الَّتِي أرشدتها الى وقف الْمدرسَة الصاحبة على الْحَنَابِلَة ثمَّ صودرت لأَجلهَا
وَقَالَ الصَّفَدِي بعد أَن ذكر مَا تقدم حصلت مِنْهَا أَمْوَالًا عَظِيمَة وأشارت عَلَيْهَا بِبِنَاء الْمدرسَة فبنتها ووقفتها على الناصح والحنابلة ودفنت بمدرستها تَحت القبو وَلَقِيت العالمة شَدَائِد فحبست ثَلَاث سِنِين بالقلعة انْتهى وَتَزَوجهَا الْأَشْرَف صَاحب حمص فسافرت مَعَه الى الرحبة وتل ناشر ثمَّ توفيت وَوجد لَهَا بِدِمَشْق جَوَاهِر وذخائر نفيسة تقَارب سِتّمائَة ألف دِرْهَم غير الْأَمْلَاك والأوقاف
وَقَالَ ابْن مُفْلِح فِي تَرْجَمَة الناصح عبد الرَّحْمَن بن نجم بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْوَاحِد الشِّيرَازِيّ الْأنْصَارِيّ ان الصاحبة ربيعَة خاتون لما بنت لَهُ الْمدرسَة درس بهَا وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَحَضَرت الواقفة من وَرَاء ستر وَقَالَ أَيْضا كَانَ الناصح فَقِيها واعظا شرع فِي الِاشْتِغَال بِالْعلمِ ورحل الى بَغْدَاد وأصبهان والموصل وبلاد كَثِيرَة لأخذ الْعلم وَحضر فتح بَيت الْمُقَدّس مَعَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب بعد الشَّيْخ موفق الدّين عبد الله بن قدامَة وَكَانَ يساميه فِي حَيَاته وَبَينهمَا