الْعلم لَكِن الناظرين على وَقفهَا اختلسوا أوقافها وَمنعُوا الطّلبَة من حَقهم وَبَاعُوا جانبا مِنْهَا فَلم تسلم هِيَ وَلَا غَيرهَا من الْمدَارِس من تعديات المختلسين للأوقاف بِحَيْثُ أصبح ذَلِك الْفِعْل سنة متبعة عِنْد الْمُتَأَخِّرين من الدماشقة وَعند قضاتهم وَلَقَد تأملتها فَرَأَيْت مَكْتُوبًا على أُسْكُفَّة بَابهَا مَا صورته
(قد وفْق الله من حباه ... فِي كل مَا يرتضي مُرَاده)
(بناه لكسب الْعُلُوم دَارا ... وَمَسْجِد أشيد للآفاده)
(فجَاء تَارِيخه بِبَيْت ... قد أحكمته يَد الاجاده)
(لله مَا قد بنى وَأَحْيَا ... من مَسْجِد الْفَتْح للعباده)
وتاريخ الْبناء سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَة بعد الْألف ومكتوب أَيْضا على اسكفة بَاب الْمَسْجِد
(من كَانَ لِلْخَيْرَاتِ أَهلا نجا ... وَالله كَاف من إِلَيْهِ التجا)
(حسن بِهِ الظَّن تنَلْ بره ... فَهُوَ ولي النعم المرتجى)
(يَا نَاظر اترك على الْعين الَّذِي ... وفْق للمعروف لَهَا الحجى)
(قد أَتَوا أرخ طَالب الدعا ... الْوَاقِف الْفَتْح بِبَاب الرجا)
تَرْجَمَة واقفها
قَالَ الْمرَادِي فِي تَارِيخه سلك الدُّرَر مَا ملخصه فتحي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن مَحْمُود الْحَنَفِيّ القلاقنسي الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد الدفتري الصَّدْر الْكَبِير كَانَ بِدِمَشْق صدر أعيانها اشْتهر بمحاسن الشيم والشهامة والجرأة والإقدام وَكَانَ ذَا نباهة وذكاء وثروة وَصَارَ دفتريا بِدِمَشْق مُدَّة سنوات وَتَوَلَّى تَوْلِيَة وقفي السليمانية وتصدر بِدِمَشْق مُدبر الْأُمُور وَالْمَلَأ وَالْجُمْهُور وَكَانَ ذَا خدم وَأَتْبَاع واتساع دَائِرَة يصطحب من الْعلمَاء والأفاضل شرذمة إجلاء وَمن الأدباء زمرا وَكَانَ عِنْده فِئَة من الْكتاب المتقنين لِلْخُطُوطِ وَمن أَرْبَاب المعارف والمويسيقي والألحان وَمن المضحكين وَبِالْجُمْلَةِ فقد كَانَت دَاره متنزه الرواح ومنتدى الأفراح وامتدحه الشُّعَرَاء من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute