وَله اعتناء بِالْمَتْنِ والإسناد وَقَالَ ابْن حجي كَانَ عفيفا ورعا صَالحا ناسكا خَاشِعًا ذَا سمت ووقار وَلم يُغير ملبسه وهيئته يركب الْحمار ويفصل الحكومات بِسُكُون وَلَا يحابي أحدا وَلَا يحضر مَعَ من النَّائِب يَعْنِي الْوَالِي إِلَّا يَوْم دَار الْعدْل وَأما فِي الْعِيد والمحمل فَلَا يركب وَكَانَ مَعَ ذَلِك عَارِفًا بِالْمذهبِ لم يكن فِي الْحَنَابِلَة فِي وقته مثله مَعَ فهم وَكَلَام جيد فِي النّظر والبحث ومشاركة فِي اصول وعربية وَجمع كتابا فِي أَحَادِيث الْأَحْكَام حسنا سَمَّاهُ الِانْتِصَار وبوبه على أَبْوَاب الْمقنع توفّي سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَحكى فِي مُخْتَصر الشذرات أَن لَهُ كتابا سَمَّاهُ الْوَاضِح الْجَلِيّ فِي نقض حكم ابْن قَاضِي الْجَبَل الْحَنْبَلِيّ وَذَلِكَ أَنه اخْتَار جَوَاز بيع الْوَقْف لمصْلحَة وَحكم بِهِ
وترجمه ابْن حبيب فِي تَارِيخه فَقَالَ هُوَ عَالم علمه زَاهِر وبرهان على الدّين ورعه ظَاهر وَإِمَام تتبع طرائقه وتغتنم ساعاته ودقائقه الى أَن قَالَ صنف وناظر وَأفَاد وَكَانَ ذَا حَظّ من زهد وتعفف مَعَ صِيَانة وورع وَدين متين
ابْن قَاضِي الْجَبَل
من مدرسي الجوزية أَيْضا أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن قدامَة قَالَ الْبُرْهَان ابْن مُفْلِح فِي الْمَقْصد الأرشد هُوَ الشَّيْخ الْعَلامَة جمال الْإِسْلَام صدر الْأَئِمَّة الْأَعْلَام شيخ الْحَنَابِلَة الْمَقْدِسِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي الْجَبَل كَانَ مولده على مَا كتب بِخَطِّهِ يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة كَانَ من أهل البراعة والفهم متفننا عَالما بِالْحَدِيثِ وَعلله والنحو واللغة والأصلين والمنطق وَكَانَ لَهُ فِي الْفُرُوع الْقدَم العالي قَرَأَ على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين شيخ الاسلام أَحْمد بن تَيْمِية عدَّة مصنفات فِي عُلُوم شَتَّى مِنْهَا المحصل للرازي وَأذن لَهُ الشَّيْخ بالإفتاء وَهُوَ شَاب ودرس بعدة مدارس فِي مصر وَالشَّام وَصَارَ رَئِيسا على أقرانه انْتهى مُلَخصا وَقَالَ ابْن كثير ولي الْقَضَاء وَلم تحمد مُبَاشَرَته ولافرح بِهِ صديقه بل شمت بِهِ عدوه وباشر الْقَضَاء دون الْأَرْبَع سِنِين إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ قَاض وَقَالَ ابْن مُفْلِح كَانَ عِنْده مداراة وَحب للتعصب وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه فَقَالَ فِيهِ هُوَ مفتي الْفرق سيف المناظرين وَبَالغ ابْن رَافع وَابْن حبيب فِي مدحه وَكَانَ فِيهِ مزح وانكاء فِي الْبَحْث وَمن إنشاده وَهُوَ فِي الْقَاهِرَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute