للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

انه كَانَ هُنَالك بحيرة الْجَامِع وَمَا بَقِي من حجارته وحجارة أَمْثَاله اخذ لبِنَاء الْبيُوت الَّتِي جددت مُنْذُ عشر سِنِين وَسميت بحارة الْمُهَاجِرين وقبلي الْجَامِع الْمَذْكُور حاكورة يفصل بَينهَا وَبَين ساحته الطَّرِيق جدارها الشمالي أساس بِهِ أَحْجَار تدل على انه كَانَ ثمَّة الْمدرسَة الناصرية واخبرني بعض الْأَصْحَاب انه شَاهد هُنَاكَ حجرات قَائِمَة الجدران بِلَا سقف ثمَّ أخنى عَلَيْهَا الزَّمَان كَمَا ذكرنَا ومحراب الْجَامِع ألافرم نقلت حجارته إِلَى مَسْجِد دَار الحَدِيث ألاشرفية بطريقة الشِّرَاء

تَرْجَمَة بانيها

أَنْشَأَهَا الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف ابْن الْملك الْعَزِيز عُثْمَان ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب بن شاذي فاتح بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ مولده بقلعة حلب فِي رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة وبويع لَهُ بحلب سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بعد موت أَبِيه وعمره سبع سِنِين وَقَامَ بتدبير مَمْلَكَته جمَاعَة من مماليك أَبِيه وَكَانَ الْأَمر كُله عَن رَأْي جدته أم أَبِيه صَفِيَّة خاتون ابْنة الْملك الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب وَلِهَذَا سكت الْملك الْكَامِل لِأَنَّهَا أُخْته فَلَمَّا توفيت سنة أَرْبَعِينَ اشْتَدَّ النَّاصِر واشتغل عَنهُ الْكَامِل بِعَمِّهِ الصَّالح ثمَّ فتح حمص سنة سِتّ وَأَرْبَعين فوليها عشر سِنِين قَالَ ابْن قَاضِي شهبه كَانَ كثير الْبر وَالْإِحْسَان وَالصَّدقَات محببا إِلَى الرّعية فِيهِ عدل فِي الْجُمْلَة حسن الْأَخْلَاق محبا لأهل الْعلم وَالْفضل وَالْأَدب وَكَانَ سوق الشّعْر نافقا فِي أَيَّامه وَكَانَ يذبح فِي مطبخه كل يَوْم أَرْبَعمِائَة كَبْش من الْغنم سوى الدَّجَاج والطيور والجداء وَله نظم حسن وَقَالَ غَيره وَكَانَ النَّاس مَعَه فِي عيشة هنيَّة إِلَّا وَقت إدارة الْخُمُور وَكَانَ مَجْلِسه مجْلِس ندماء وأدباء ثمَّ خدع وَعمل فِيهِ حَتَّى وَقع فِي قَبْضَة التتار فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى هولاكو فَأكْرمه فَلَمَّا بلغه أَن جَيْشه قد كسر على عين جالوت غضب وتنمر وَأمر بقتْله فتذلل لَهُ وَقَالَ مَا ذَنبي فَأمْسك عَن قَتله وَقتل شقيقه الْملك الظَّاهِر عليا قَالَه الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي العبر فِي حوادث تسع وَخمسين وسِتمِائَة وَقيل بل قَتله سنة ثَمَان وَكَانَ قد اعد لنَفسِهِ تربة فِي رباطه الَّذِي بناه بسفح قاسيون فَلم يقدر لَهُ دَفنه بِهِ وَدفن بالشرق وَكَانَ شَابًّا ابيض مليحا حسن الشكل بِعَيْنيهِ قيل يَعْنِي حول قَالَه ابْن كثير وَقَالَ أَيْضا فِي حوادث أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وفيهَا أَمر النَّاصِر بعمارة الرِّبَاط الناصري بسفح قاسيون وَذَلِكَ عقيب الْفَرَاغ

<<  <   >  >>