لم أدر موضعهَا وَلَكِن قَالَ ابْن شَدَّاد هِيَ بالكشك وَيعرف مَكَانهَا من قبل بدار ابْن منقذ أَنْشَأَهَا الْأَمِير عز الدّين أيبك الْمُتَقَدّم ذكره وَقَالَ ابْن كثير هِيَ بدرب ابْن منقذ
وَقَالَ العلموي درس بهَا الْمجد قَاضِي الطّور وَبعده نَحْو من أحد عشر مدرسا آخِرهم شمس الدّين أبن الْجَوْزِيّ ثمَّ وَلَده دَاوُد هَذَا مَا اتَّصل بِي من خَبَرهَا وَالظَّاهِر انه أَصَابَهَا مَا أصَاب الَّتِي قبلهَا من انطماس الْأَثر وَالله اعْلَم
الْمدرسَة العزية أَيْضا
كَانَت بِجَامِع دمشق وَقد أوقفها عز الدّين الْمُتَقَدّم وَكَانَ قد بنى مدرسة فِي مَدِينَة الْقُدس وَشرط فِي كتاب وَقفهَا أَنه مَتى كَانَ الْقُدس بيد الْكفَّار كَانَ حَاصِل الْمدرسَة عَائِدًا إِلَى الْمدرسَة الَّتِي بالجامع فان عَاد إِلَى الْمُسلمين عَاد حَاصِل وقف مدرسة الْقُدس إِلَيْهَا وَلما كَانَت مَدِينَة الْقُدس بيد الإفرنج درس بِالْمَدْرَسَةِ العزية هَذِه ابْن قَاضِي الطّور وَبعده مدرسون ثَلَاثَة وَلما فتح بَيت الْمُقَدّس تعطلت وَعَاد مَا كَانَ يصرف عَلَيْهَا إِلَى الْمدرسَة المقدسية وَمن هُنَا يعلم أَنَّهَا كَانَت مدرسة مُؤَقَّتَة وحلقة نائبة عَن غَيرهَا وَلم تكن مدرسة مُسْتَقلَّة
الْمدرسَة العلمية
كَانَت شَرْقي جبل الصالحية وَغَرْبِيٌّ الميطورية وَقد تناولتها أَيدي الْجفَاء وَحل بهَا وبالميطورية الخراب فَكَانَ كل مِنْهُمَا نسيا منسيا وَهِي من أبنية الْأَمِير علم الدّين سنجر المعظمي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة ودرس بهَا الصَّدْر أَبُو الدلالات ثمَّ سِتَّة مدرسين آخِرهم شرف الدّين الواني كَذَا نسب بناءها إِلَى علم الدّين جمَاعَة مِنْهُم عز الدّين الْحلَبِي المؤرخ الْمَشْهُور