للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَركب فِي مِائَتي ألف من التتار والكرج ومدد من صَاحب الْموصل مَعَ وَالِده الصَّالح اسماعيل فَخرج ركن الدّين الدوادار وتقابلا فَكَانَت الكسرة للعساكر البغدادية وَنزل جَيش هولاكو فِي شَرْقي بَغْدَاد فاضطرب الْخَلِيفَة لذَلِك وَاسْتَشَارَ ابْن العلقمي فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِأَن يُرْسِلهُ إِلَيْهِم لتقرير الصُّلْح فَخرج وتوثق لنَفسِهِ وَرجع فَقَالَ إِن الْملك قد رغب فِي أَن يُزَوّج ابْنَته بابنك الْأَمِير أبي بكر وَأَن تكون الطَّاعَة لَهُ كَمَا كَانَ أجدادك مَعَ الْمُلُوك السلجوقية ثمَّ يترحل فراجت المكيدة على المستعصم وَخرج فِي أَعْيَان الدولة ثمَّ استدعى الْوَزير الْعلمَاء والرؤساء ليحضروا العقد فَخَرجُوا فَضربت رِقَاب الْجَمِيع وَصَارَ كلما خرجت طَائِفَة تضرب أَعْنَاقهم حَتَّى بقيت الرّعية بِلَا رَاع فَلَمَّا خلا الجو للتتار دخلُوا بَغْدَاد وبذلوا السَّيْف فِي أَهلهَا فاستمر الْقَتْل والسبي نَحْو أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَلم يسلم إِلَّا من اختفى فِي بِئْر أَو قناة وَقتل الْخَلِيفَة رفسا وَيُقَال أَن هولاكو أَمر بعد الْقَتْلَى فَبلغ عَددهمْ ألف ألف وَثَمَانمِائَة ألف وَزِيَادَة وَبعد هَذِه المقتلة نُودي بالأمان وَقَالَ سبط التعاويذي فِي بعض مراثي بَغْدَاد

(بادت وأهلوها مَعًا فبيوتهم ... بِبَقَاء مَوْلَانَا الْوَزير خراب)

وَمَا ينفع النّدب بعد فقد الْمَيِّت والعويل بعد الخراب والدمار وَلما فرغ هولاكو من فنَاء أهل بَغْدَاد أَقَامَ نوابا على الْعرَاق وَكَانَ ابْن العلقمي حسن لَهُم أَن يجْعَلُوا خَليفَة علويا فَلم يوافقوه واطرحوه وعاملوه مُعَاملَة بعض الغلمان إِلَى أَن مَاتَ حزنا وأسفا وَتلك عَاقِبَة الْخِيَانَة ثمَّ أَن هولاكو أرسل الى النَّاصِر كتابا يتهدده فِيهِ وَيَقُول لَهُ أجب ملك البسيطة وَلَا تقولن قلاعي المانعات ورجالي المقاتلات وَجَرت أُمُور طَوِيلَة نستوفيها فِي الْقسم السياسي من هَذَا الْكتاب إِن شَاءَ الله تَعَالَى

الْجمال المرداوي

من مدرسي الجوزية يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مَحْمُود المرداوي قَالَ فِي الْمَقْصد الأرشد كَانَ إِمَامًا عَالما عَلامَة صَالحا خَاشِعًا اشْتغل بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْه والعلوم وباشر وَظِيفَة قَضَاء الْحَنَابِلَة بِالشَّام سبع عشرَة سنة

قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص هُوَ الإِمَام الْمُفْتِي الْمصَالح إِمَام فِي الْمَذْهَب

<<  <   >  >>