أَحْوَاله فَنزل عَن حِصَّته فِي نظر الشامية البرانية وَصَارَ مشارفا بهَا ثمَّ قوي عَلَيْهِ الْقُضَاة وَبَعض الْفُقَهَاء واستولوا على غَالب الْأَوْقَاف فَجعل اكثر إِقَامَته بقرية المجيدل الَّتِي هِيَ وقف للشامية الجوانية وَلم يمت حَتَّى رأى فِي نَفسه العبر من الْفقر والفاقة وشماتة الْأَعْدَاء وَكَانَ من شَأْنه قبلا انه عمر الشاميتين بعد الْفِتْنَة وَعمر البرانية مرّة ثَانِيَة لما احترقت فِي فتْنَة النَّاصِر فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة وَفِي هَذِه السّنة الْمَذْكُورَة قبض على تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب الْأنْصَارِيّ نَاظر الشامية البرانية وَطلب مِنْهُ مَال قيل انه ألف وَخَمْسمِائة دِينَار وَضرب وعصر وَبَقِي بَين اثْنَيْنِ دائرا فِي الْبَلَد يستدين وَيسْأل فَإِذا هُوَ تمم الْمبلغ ضرب وعصر ثَانِيًا وَطلب مِنْهُ مبلغ غَيره فَتَأمل وتعجب
الْمدرسَة الشامية الجوانية
قبلي المارستان النوري وَقد كَانَت دَارا لست الشَّام الْمَذْكُورَة فِيمَا سَيَأْتِي فجعلتها بعْدهَا مدرسة وَلم يبْق الْآن من رسمها سوى بَابهَا وبأعلاه بلاطة كَبِيرَة نقش فِيهَا حفرا بعد الْبَسْمَلَة
هَذِه مدرسة الخاتون الْكَبِيرَة الأجلة عصمَة الدّين سِتّ الشَّام أم حسام الدّين بنت أَيُّوب بن شادي رَحمهَا الله أبدتها وَقفا على الْفُقَهَاء والمتفقهين من أَصْحَاب الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وَالْمَوْقُوف عَلَيْهَا وَعَلَيْهِم وعَلى أَتبَاع ذَلِك جَمِيع الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة بمرينة وَجَمِيع الْحصَّة وَهِي أحد عشر سَهْما وَنصف من أَرْبَعَة وَعشْرين سَهْما من جَمِيع المزرعة الْمَعْرُوفَة بجرمانا وَجَمِيع الْحصَّة وَهِي أَرْبَعَة وَعشر سَهْما وَسبع من أَرْبَعَة وَعشْرين سَهْما من الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة بالثنية وَنصف الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة بممجيدل السَّوْدَاء وَجَمِيع الْقرْيَة الْمَعْرُوفَة بمجيدل الْقرْيَة وَذَلِكَ فِي شهر شعْبَان وَمحل التَّارِيخ قد انمحى أَثَره وحفرت البلاطة مَكَانَهُ وحشيت بالطين وَعَما قَلِيل ستذهب البلاطة بأجمعها وَلما وقفت أمامها وتأملتما رَأَيْت بَابهَا الْأَصْلِيّ مَوْجُودا كَمَا مر إِلَّا انه صغر وَصَارَ بَابا للدَّار وجدارها الغربي بَاقٍ وَهُوَ مَبْنِيّ بِالْحِجَارَةِ الْكَبِيرَة وَلَقَد ظَفرت بكراريس مَجْمُوعَة بِخَط الْعَلامَة النعيمي فَرَأَيْت بهَا مُخْتَصر الشامية البرانية مَنْقُولًا عَن كتاب مَجْمُوعَة الْوَقْف من فَتَاوَى السُّبْكِيّ الْكُبْرَى فَإِذا هُوَ مبدوء بقوله هَذَا مَا وَقفه فَخر الدّين أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن عَليّ بن احْمَد الْأنْصَارِيّ مَا يَأْتِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute