أَقُول وَقد أبهم موضعهَا وَلم يبين أَي جسر أهوَ الجسر الْأَبْيَض أم غَيره وَالَّذِي يظْهر أَنَّهَا بِالْقربِ من البدرية وَقد مر بَيَانهَا وَلَقَد وقفت عِنْد البدرية أسأَل أطلالها عَنْهَا وَعَن الشبلية فَوجدت بستانا يُسَمِّيه الْعَامَّة بالشبلي وببستان الشبلية وَهُوَ على طَرِيق عين الكرش بِالْقربِ من جسر نهر ثورا فَدخلت الْبُسْتَان فَإِذا فِي جَانِبه بِنَاء لَهُ أَرْبَعَة جدران قَائِمَة وَبهَا قنطرتا إيوانين وبجانب هَذَا الْبناء قبَّة تحتهَا قبر فناداني ذَلِك الْبناء المتداعي للسقوط تِلْكَ آثَار الْمدرسَة الَّتِي تبحث عَنْهَا وَقد حَال الْحَال وتغيرت الرسوم وَلم يبْق إِلَّا مَا نشاهده ولربما بعد مُدَّة لَا ترى شَيْئا مِمَّا ترَاهُ الْآن فَقلت عَلَيْك يَا شبلية السَّلَام عدد مَا سكنك من طلاب الْعُلُوم وَمن أوقاف هَذِه الْمدرسَة قَرْيَة بَيت نَائِم بأواخر الغوطة
تَرْجَمَة واقفها
أوقفها شبْل الدولة كافور الحسامي الرُّومِي نِسْبَة إِلَى حسام الدّين عمر بن لاجين ولد سِتّ الشَّام وَهُوَ الَّذِي كَانَ مستحثا على عمَارَة الشامية البرانية لمولاته سِتّ الشَّام
قَالَ ابْن كثير وَهُوَ الَّذِي بنى الشبلية الْحَنَفِيَّة والخانقاه على الصُّوفِيَّة إِلَى جَانبهَا وَكَانَ محلهَا منزله ووقف الْقَنَاة والمصنع والساباط وَفتح للنَّاس طَرِيقا من عِنْد الْمقْبرَة الَّتِي هِيَ غربي الشامية البرانية إِلَى عين الكرش وَلم يكن للنَّاس قبله طَرِيق إِلَى الْجَبَل من هُنَاكَ وَإِنَّمَا كَانُوا يسلكون إِلَيْهِ من عِنْد مَسْجِد الصفي بالعقيبة توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن فِي تربته الَّتِي أَنْشَأَهَا
ودرس بِهَذِهِ الْمدرسَة صفي الدّين السنجاري ثمَّ بعده اثْنَا عشر مدرسا آخِرهم شمس الدّين ابْن الرضي وَمِنْهُم سعيد بن عَليّ بن سعيد البصروي الْحَنَفِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ مدرس الشبلية أحد أَئِمَّة الْمَذْهَب وَكَانَ دينا ورعا نحويا شَاعِرًا توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَقد قَارب السِّتين قَالَ أبن كثير لَهُ تصانيف مفيدة ونظم حسن مِنْهُ