هَذَا وَقد نَص جُمْهُور من الْفُقَهَاء على أَن الْوَقْف إِذا تعطلت مَنَافِعه يجوز بَيْعه واستبداله بوقف آخر وعَلى انه يجوز نقل حِجَارَة الْمَسْجِد وترابه إِذا خرب إِلَى مَسْجِد آخر وَبَعض الْفُقَهَاء الجاحدين لَا يعلمُونَ بِأَن غَالب أَدِلَّة الْفِقْه ظنية فيخطئون كل من خَالف مشربهم بل يدعونَ انه لَا حكم لله إِلَّا مَا قَالَه من قلدوه وَهَذَا من الْجَهْل والبعد عَن الْعلم أنقذنا الله من الْغَفْلَة وَأما الْمدرسَة المترجمة فَهِيَ الْآن مَوْجُودَة بِبَاب الْجَابِيَة وَقد اشتهرت باسم الْجَامِع الْمُعَلق وباسم الْجَامِع السيبائي والعوام يحرفُونَ اللَّفْظَة فَيَقُولُونَ جَامع السباهية وَلها بَاب من الطَّرِيق الْعَام يصعد إِلَيْهِ بدرج وَبَاب آخر من طَرِيق القنوات وَهِي وَاسِعَة الأرجاء متقنة الْبناء إِلَّا أَنَّهَا معطلة لَا تُقَام بهَا الْجَمَاعَة وَلَا ينْتَفع بهَا غير أَن قسما مِنْهَا قد جعل مكتبا للأطفال وَالْبَاقِي مقفل وَمَا حَقّهَا أَن يفعل بهَا هَذَا الْفِعْل لَكِن حسن موقعها وإتقان بنائها يُنَادي على أَن يَجْعَل لَهَا شَأْن عَظِيم وسيكون ذَلِك بعونه تَعَالَى
تَرْجَمَة بانيها
أَنْشَأَهَا نَائِب الشَّام سيباي الَّذِي كَانَ أَمِير السِّلَاح بِمصْر وَيعلم من كتاب تحفة الناظرين انه كَانَ مقربا عِنْد الْملك الْأَشْرَف قانصوه الغوري وَكَانَ قانصوه شَدِيد الطمع كثير الظُّلم والعسف يصادر النَّاس فِي أَمْوَالهم وَإِذا مَاتَ أحد أَخذ جَمِيع مَاله فَبَطل فِي زَمَنه الْمِيرَاث وَصَارَ وَارِثا لجَمِيع رَعيته وَلم يكف ظلمه حَتَّى اتخذ مماليك يعينونه على ظلم النَّاس ثمَّ انه صَار بَينه وَبَين السُّلْطَان سليم فقصد كل مِنْهُمَا الآخر واجتمعا بعسكرين عظيمين فِي مرج دابق سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَتِسْعمِائَة فَوَقع الغوري تَحت سنابك الْخَيل وَانْهَزَمَ عسكره وَقتل سيباي فِي تِلْكَ الْوَاقِعَة وَكَانَ السُّلْطَان سليم هُوَ السَّيْف الْمُسَلط على الجراكسة حَتَّى أفناهم
[حرف الشين]
الْمدرسَة الشبلية البرانية
قَالَ ابْن شَدَّاد فِي كَلَامه على الْمدَارِس الْخَارِجَة عَن الْبَلَد الْمدرسَة الشبلية الحسامية بسفح جبل قاسيون بِالْقربِ من جسر ثورا اهـ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute