للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَأما دَار الْأَطْعِمَة فقد صَارَت طَعَام الخراب وَأَخْبرنِي بعض جِيرَانهَا أَنه قد بَقِي من أوقافها إسطبل والناظر يؤجره وَيُعْطِي أجرته للخطيب ليُصَلِّي بهَا يَوْم الْجُمُعَة فَقَط وَبَقِيَّة الْأَوْقَات يكون غَالِبا بَابهَا مؤصدا وَهِي لَا تسلم من أَن بعض المختلسين تنَاول طرفا من جَانبهَا الشمالي وَالله أعلم وَفِي تَنْبِيه الطَّالِب انه درس بهَا حميد الدّين السَّمرقَنْدِي ثمَّ كَمَال الدّين السنجاري ثمَّ بعده عشرَة مدرسين حنفية

أَقُول وَفِي زمننا لَا تدريس فِيهَا وَلَا صَلَاة إِلَّا الْجُمُعَة وَبَعض أَوْقَات للمنفردين

تَرْجَمَة واقفها

أَنْشَأَهَا عز الدّين عُثْمَان الزنجبيلي صَاحب عدن قَالَ فِي الروضتين نقلا عَن الْعِمَاد الْكَاتِب مَا خلاصته لما توفّي الْملك الْمُعظم شمس الدّين اشفق السُّلْطَان صَلَاح الدّين من نوابه بِالْيمن وَذكر مَا بَين ولاتها من الاحن وَوصل الْخَبَر بِمَا يجْرِي بَين الْأَمِير عُثْمَان ابْن الزنجبيلي وَالِي عدن وَبَين الْأَمِير حطَّان وَالِي زبيد من الْفِتَن فندب إِلَى زبيد عدَّة من الْأُمَرَاء لحفظ الْبِلَاد وَإِصْلَاح الْأُمُور وَمن جُمْلَتهمْ وَالِي مصر صارم الدّين خطلبا وَبقيت الْولَايَة لَهُ فِي غيبته يقوم بهَا نوابه قَالَ ابْن أبي طي وَكَانَت نفس طغتكين أخي الْملك الصَّالح تميل إِلَى الْيمن ويرغب فِي أَن يصير واليا عَلَيْهَا فتوسل إِلَى صَلَاح الدّين بالوسائل الفعالة المستميلة حَتَّى ولاه عَلَيْهَا سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَجعله واليا على زبيد وعدن واليمن ثمَّ سَار وَلما وصل إِلَى زبيد قاوم حطانا حَتَّى أنزلهُ عَن رتبته ثمَّ سمح لَهُ بِالْخرُوجِ بِجَمِيعِ أَمْوَاله وَمن يلوذ بِهِ وَلما أَخذ جَمِيع مَا كَانَ يملكهُ وَصَارَ خَارج الْبَلَد كرّ عَلَيْهِ فَأخذ مِنْهُ جَمِيع مَا بِيَدِهِ وَلما انْتهى الْخَبَر إِلَى عُثْمَان ابْن الزنجبيلي فر من عدن بأمواله إِلَى الشَّام فنجى بهَا وبنفسه

قَالَ أَبُو شامة قلت وَلِهَذَا الْأَمِير أوقاف وصدقات بِمَكَّة واليمن ودمشق واليه تنْسب الْمدرسَة والرباط المتقابلان بِبَاب الْعمرَة بِمَكَّة والمدرسة الَّتِي خَارج بَاب توما بِدِمَشْق

قَالَ ابْن كثير وَكَانَ قد حصل من الْيمن أَمْوَالًا عَظِيمَة جدا وَحكى ابْن الْأَثِير أَن المترجم لما سمع بِمَا جرى على حطَّان بن منقذ الْمَذْكُور خَافَ فَسَار نَحْو الشَّام خَائفًا

<<  <   >  >>