للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَه المجي فِي خُلَاصَة الاثر وَكَانَت عِمَارَته لأجل الشَّيْخ أَحْمد بن عَليّ الحريري العسالي شيخ الخلوتية بِالشَّام قَالَ المحبي وَكَانَ العسالي عابدا زاهدا مُتَّفقا على صَلَاحه وَكَانَ وَالِده كردِي الأَصْل قدم من بِلَاد حَرِير وَنزل بقربة عَسَّال من ضواحي دمشق فولده لَهُ بهَا أَحْمد هَذ فَدخل دمشق فِي صباه وَأخذ بهَا عَن بعض صوفيتها ثمَّ ارتحل الى حلب ثمَّ إِلَى عينتاب فلقي بهَا الشَّيْخ شاه ولي الخلوتي فَأخذ عَنهُ الطَّرِيقَة الخلوتية وَرجع الى دمشق وَسكن بصالحيتها مُدَّة مديدة وَكَانَ نواب الشَّام وقضاتها وأعيانها يسعون اليه وَرُبمَا أَخذ بَعضهم الطَّرِيق عَنهُ وَأخذ عَنهُ من أهالي دمشق وَغَيرهَا خلائق لَا يُحصونَ وَلما عمر لَهُ أَحْمد باشا كوجك تكيته الْمَشْهُورَة نَقله اليها سنة سِتّ وَأَرْبَعين فأزداد اشتهارا الى أَن توفّي ثامن عشر ذى الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَألف وَدفن بهَا

وترجمه المحبي بترجمة مُطَوَّلَة وَوَصفه بالعابد الزَّاهِد وارتقى فِي مدحه الى انه وصل الى مقَام القطبية ثمَّ قَالَ والعسالي بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَبعدهَا سين مُهْملَة والف وَلَام نِسْبَة الى قَرْيَة من قرى الْجُبَّة من نواحي دمشق وَكَانَت طَرِيقَته خلوتية قَالَ والخلوتية معروفون ونسبوا الى الْخلْوَة لانها من لَوَازِم طريقتهم ثمَّ أَفَاضَ فِي ذكر القطب والغوث وَنقل كَلَام الاستاذأيوب فِي رسَالَته الاسمائية فِي كَيْفيَّة الْخلْوَة ولسنا الْآن بصدد ذكر ذَلِك فليراجعه من أحب زِيَادَة الِاطِّلَاع

تَرْجَمَة واقفها

قَالَ المحبي فِي تَارِيخه خُلَاصَة الاثر مَا ملخصه أَحْمد باشا الْوَزير الْكَبِير الْمَعْرُوف بكوجك أَحْمد الارنؤودي أحد الوزراء الْمَشْهُورين بالشجاعة وَشدَّة الْبَأْس وَحسن التَّدْبِير وَكَانَ عَارِفًا بأحوال الحروب كَانَ أَولا خامل الذّكر ثمَّ نَهَضَ بِهِ الْحَظ حَتَّى صَار بكلربكيا وَتَوَلَّى حُكُومَة سيواس ثمَّ ورد دمشق حَاكما بهَا أَولا سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَألف وَبعد ماعزل عَنْهَا ولي حُكُومَة كوتاهية فنجم فِي بِلَاد الرّوم الياس باشا وَأظْهر العقوق للدولة العثمانية وَذَلِكَ أَيَّام السُّلْطَان مُرَاد فعينه السُّلْطَان لمحاربته فَسَار اليه وقابله وفتك بِهِ واسره غنم مِنْهُ غَنَائِم كَثِيرَة وَعَاد بِهِ الى الابواب السُّلْطَانِيَّة فَأكْرمه السُّلْطَان لذَلِك وفوض اليه ثَانِيًا كَفَالَة دمشق وَكَانَ ذَلِك سنة اثْنَتَيْنِ واربعين والف وخلع عَلَيْهِ خلعة الوزارة وعينه لمقاتلة الامير فَخر الدّين بن معن وَقد كَانَ خرج

<<  <   >  >>