قَالَ أَبُو شامة وَكَانَ من أذكى الْأمة قريحة ثِقَة حجَّة متواضعا عفيفا كثير الْحيَاء منصفا محبا للْعلم وَأَهله ناشرا لَهُ مُحْتملا للأذى صبورا على الْبلوى وَله مُخْتَصر فِي فقه مَالك من أحسن المختصرات ومختصر فِي أُصُوله استوعب فِيهِ عَامَّة فَوَائِد الْأَحْكَام لسيف الدّين الْآمِدِيّ وَله الْأَمَانِي فِي الحَدِيث وَفِي النَّحْو وَله شرح الْمفصل للزمخشري والمقدمة الْمَشْهُورَة فِي النَّحْو اختصر فِيهَا الْمفصل وَشَرحه وَله الشَّافِعِيَّة وَشَرحهَا وقصيدة فِي الْعرُوض على وزن الشاطبية
وَقَالَ ابْن خلكان فِي تَارِيخه كَانَ ابْن الْحَاجِب مالكيا وأتقن عُلُوم الْقُرْآن غَايَة الإتقان وَلما درس بِجَامِع دمشق فِي زَاوِيَة الْمَالِكِيَّة أكب الْخلق على الِاشْتِغَال عَلَيْهِ وَالْتزم لَهُم الدُّرُوس وتبحر فِي الْفُنُون وَكَانَ الْأَغْلَب علم الْعَرَبيَّة قَالَ وكل تصانيفه فِي غَايَة الْحسن والإفادة وَخَالف النُّحَاة فِي مَوَاضِع وَأورد عَلَيْهِم اشكالات والزامات تبعد الْإِجَابَة عَنْهَا وَكَانَ من أحسن خلق الله ذهنا ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا وَالنَّاس ملازمون للاشتغال عَلَيْهِ ثمَّ انْتقل للإسكندرية للإقامة بهَا فَلم تطل مدَّته هُنَاكَ وَتُوفِّي بهَا سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَكَانَ مولده فِي آخر سنة سبعين وَخَمْسمِائة بأسنا وَهِي بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة بليدَة صَغِيرَة من أَعمال القوصية بالصعيد الْأَعْلَى من مصر
[حرف الشين]
من الزَّاي إِلَى الشين مهمل
الْمدرسَة الشرابيشية
عرف النعيمي مَكَانهَا بِأَنَّهَا بدرب الشعارين لصيق حمام صَالح شمَالي الطيوريين دَاخل بَاب الْجَابِيَة أَنْشَأَهَا شهَاب الدّين ابْن نور الدولة بن محَاسِن الشرابيشي التَّاجِر السفار سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
درس بهَا تَاج الدّين الزواوي ثمَّ صدر الدّين الْبَارِزِيّ
قَالَ البرزالي وَفِي السّنة الْمَذْكُورَة توفّي أَحْمد ابْن نور الدولة الْمَذْكُور وَدفن بِالْمَكَانِ الَّذِي أوقفهُ وَالِده خَارج الْبَاب الصَّغِير قبالة جَامع جراح
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute