قَالَ الْحَافِظ عماد الدّين ابْن كثير فِي تَارِيخه فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وفيهَا استدعي سيف الدّين السامري من قبل النَّاصِر من دمشق إِلَى الديار المصرية ليَشْتَرِي مِنْهُ ربع قَرْيَة حزرما الَّذِي اشْتَرَاهُ من بنت الْملك الاشرف مُوسَى فَذكر لَهُم انه وَقفه وَقد كَانَ الْمُتَكَلّم فِي ذَلِك علم الدّين السجاعي وَكَانَ قد استنابه الْملك الْمَنْصُور بديار مصر وَجعل يتَقرَّب إِلَيْهِ بتحصيل الْأَمْوَال فقرر لَهُم نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي أَن السامري اشْترى هَذَا من بنت الْملك الاشرف وَهِي غير رَشِيدَة واثبت سفهها على زين الدّين بن مخلوف وابطل البيع من اصله واسترجع على السامري بمغل عشْرين سنة مِائَتي ألف دِرْهَم اخذوا مِنْهُ حِصَّة من الزنبقية قيمتهَا سَبْعُونَ ألفا وَعشرَة آلَاف مكملة وتركوه فَقِيرا على برد الديار ثمَّ اثبتوا رشدها واشتروا مِنْهَا تِلْكَ الحصص بِمَا أَرَادوا ثمَّ أَرَادوا أَن يستدعوا بالدماشقة وَاحِدًا بعد وَاحِد ويصادروهم وَذَلِكَ انه بَلغهُمْ انه من ظلم بِالشَّام لَا يفلح وَمن ظلم بِمصْر افلح وطالت مدَّته فَكَانُوا يطلبونهم إِلَى مصر ارْض الفراعنة وَالظُّلم ويفعلون بهم مَا أَرَادوا انْتهى كَلَامه
دَار الحَدِيث السكرية
هِيَ بالقصاعين دَاخل بَاب الْجَابِيَة وَبهَا خانقاه قَالَه النعيمي والبقاعي وَقَالا لم نقف لواقفها على تَرْجَمَة
أَقُول هما لم يقفا لواقفها على تَرْجَمَة وَنحن لم نقف لَهَا على اثر وَلَقَد وقفت حذاء بَاب الْجَابِيَة فَرَأَيْت بجانبه من الْقبْلَة زقاقا يُسمى الْآن زقاق البرغل ثمَّ مشيت مشرقا نَحوا من سبعين خطْوَة فَرَأَيْت بالجانب القبلي مَسْجِدا سقفه مَعْقُود بِالْحجرِ وَهُوَ قديم قد بدا لاعلاه أَن يسْقط وَفِي جَانِبه قبر مَكْتُوب على الشباك الْمُقَابل لَهُ هذاقبر سَيِّدي سركس بِخَط حَدِيث وأمام هَذَا الْجَامِع من الشمَال بركَة مَاء عَلَيْهَا آثَار الْقدَم فَلَعَلَّ هَذَا الْجَامِع هُوَ الخانقاه والمدرسة هِيَ الدّور الَّتِي بجانبه وَيُمكن أَن تكون الْمدرسَة والخانقاه فِي جَانب تِلْكَ الْبركَة ثمَّ أخنى عَلَيْهَا الزَّمَان وَدخلت فِي السُّوق فَصَارَت حوانيت وَالْحَاصِل أَنَّهَا قد اندرست أثارها وَذَهَبت رسومها واخنى عَلَيْهَا الَّذِي اخنى على لبد