للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَرَقَات لَيْسَ هُنَا مَحل ببيانها خُصُوصا وَقد انقرضت الْمدرسَة وامتلكت هِيَ وأوقافها

تَرْجَمَة الواقفة

قد علمت فِيمَا سبق أَنَّهَا سِتّ الشَّام بنت نجم الدّين أَيُّوب بن شادي بالشين الْمُعْجَمَة وَبعد الآلف دَال مَكْسُورَة وَبعدهَا يَاء مثناة من تَحت قَالَه ابْن خلكان وَقَالَ وَهَذَا الِاسْم أعجمي وَمَعْنَاهُ بالعربي فرحان قَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَارِيخه الصَّغِير توفيت سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة بدارها الْمَعْرُوفَة بالشامية قَالَ ابْن كثير وَهِي أُخْت الْمُلُوك وَقَرِيبَة أبنائهم وَكَانَ لَهَا من الْمُلُوك الْمَحَارِم خَمْسَة وَثَلَاثُونَ ملكا مِنْهُم الْملك الْمُعظم ثوران شاه بِضَم الْمُثَلَّثَة وَسُكُون الْوَاو لَفْظَة أَعْجَمِيَّة مَعْنَاهُ ملك الشرق واصله ترْكَان ثمَّ غيروا حُرُوفه فَقَالَ ثوران وَهُوَ صَاحب الْيمن وَهُوَ مدفون عِنْدهَا فِي تربَتهَا فِي الْقَبْر القبلي من الثَّلَاثَة وَفِي الْأَوْسَط زَوجهَا وَابْن عَمها نَاصِر الدّين صَاحب حمص وَفِي الْقَبْر الثَّالِث ابْنهَا عمر وَيُقَال للتربة الحسامية نِسْبَة إِلَى ابْنهَا حسام الدّين عمر وَكَانَت المترجمة من اكثر النِّسَاء صَدَقَة وإحسانا إِلَى الْفُقَرَاء والمحاويج وَكَانَت فِي كل سنة تعْمل أدوية وعقاقير وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من ذَلِك وتفرقه على الْفُقَرَاء وَقد صنف الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة كراسة فِي سِتّ الشَّام ومناقبها

وَقَالَ عبد الرَّحِيم بن شقده فِي منتخب شذرات الذَّهَب سِتّ الشَّام الخاتون أُخْت الْملك الْعَادِل بنت أَيُّوب كَانَت عَاقِلَة كَثِيرَة الْبر وَالصَّدَََقَة وبابها ملْجأ القاصدين وَهِي أم حسام الدّين وَتَزَوجهَا مُحَمَّد بن شيركوه صَاحب حمص وَبنت لَهَا مدرسة وتربة بالعونية على الشّرف الشمالي من دمشق وأوقفت دارها قبيل مَوتهَا مدرسة وَهِي الَّتِي إِلَى جَانب البيمارستان النوري وأوقفت عَلَيْهَا أوقافا كَثِيرَة توفيت فِي ذِي الْقعدَة ودفنت بتربتها بالعونية وَكَانَ كافور الحسامي خَادِمهَا وَكَانَ لَهَا نَيف وَثَلَاثُونَ محرما من الْمُلُوك سوى أَوْلَادهم فاخوتها صَلَاح الدّين والعادل وَسيف الْإِسْلَام وَولده انْتهى

وَقد درس بالشامية الجوانية تَقِيّ الدّين ابْن الصّلاح ثمَّ عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي ثمَّ انتزعها من يَده ابْن أبي عصرون وَفِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة كَانَ تَقِيّ الدّين

<<  <   >  >>