للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَن طَاعَته السلطنة وَملك كثيرا من القلاع الَّتِي فِي ضواحي دمشق وَتصرف فِي ثَلَاثِينَ حصنا وانضم اليه من طائفه السكبان خلق عَظِيم وَلما وصل المترجم الى الشَّام جمع اعيان الْعلمَاء وكبراء الْعَسْكَر فَقَرَأَ عَلَيْهِم الفرمان فأذعنوا لطاعته وانضم اليه أُمَرَاء الاطراف ونائب حلب فَخرج بِمن مَعَه ثَانِي صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فخيم بمعسكره بِالْقربِ من قَرْيَة الْكسْوَة ولمت تَكَامل الْجمع رَحل الى قره خَان وَكَانَ بنوالشهاب يسكنون وَادي تيم الله بن ثَعْلَبَة فَأرْسل شرذمة من الْعَسْكَر لمنازلتهم لأَنهم منبع الشقاوة فَسَارُوا الى جَانب حاصبيا وريشيا فَالتقى العسكران وَكَانَ الْأَمِير عَليّ بن فَخر الدّين أَمِير صفد مَعَ الشهابية وَبعد حَرْب طَوِيل ظفر الْعَسْكَر بالشهابيين وَقتل الامير عَليّ وَجِيء بِرَأْسِهِ الى الْوَزير أَحْمد فسر بذلك وَكَانَت الْغَنِيمَة عَظِيمَة والقتلى والأسرى كَثِيرَة وَلم ينج الا شرذمة يسيرَة ثمَّ سَار أَحْمد باشا بعساكره الى الْبِقَاع العزيزي وافتتح قلعة قبر الياس وَكَانَ فَخر الدّين فِي قلعة جزين فحاصرها الباشا فَلَمَّا راى قخر الدّين انه مَأْخُوذ خرج من القلعة وأتى احْمَد باشا طَائِعا فَقبض عَلَيْهِ واتى بِهِ الى دمشق ودخلها بموكب حافل وفخر الدّين خَلفه مُقَيّد على فرس فَكثر دُعَاء النَّاس للباشا ومدحه شعراء دمشق بالقصائد واكثروا من التواريخ ثمَّ ارسل ابْن معن الى مقرّ السلطنة فَقتل هُنَاكَ وأحاط أَحْمد باشا بِمَالِه من الاملاك وَالْعَقار واواني الذَّهَب والفضه وآلات الْحَرْب ووقف قراه وأملاكه على التكية العسالية ثمَّ طلبه السُّلْطَان الى محاربة الْعَجم فِي قلعة روان وعزل عَن حكومه دمشق ثمَّ أُعِيد اليها قَرِيبا وامر بمحافظة الْموصل وَعين مَعَه عَسْكَر الشَّام فحافظوا مُدَّة ثمَّ مرض فِي اثناء الْمُحَافظَة وَأَرَادَ المقاومة لشاه الْعَجم عَبَّاس شاه فَمَا ساعده الْقدر فَقتل وَأسر غَالب من مَعَه من العساكر وَأرْسل راسه الى دمشق فَدفن فِي تكيته الْمَذْكُورَة وَكَانَ قَتله فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين والف رَحمَه الله

حرف الْقَاف

جَامع مَسْجِد الْقصب

هُوَ خَارج دمشق بمحلة مَسْجِد الاقصاب وَيُقَال لَهُ مَسْجِد ابْن منجك كَانَ أَولا صَغِيرا فهدمه الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن منجك وَوَقع بِسَبَب ذَلِك بَين القَاضِي

<<  <   >  >>