تَرْجَمَة واقفها
هُوَ التَّاجِر الْكَبِير إِبْرَاهِيم بن مبارك شاه الاسعردي كَانَ هُوَ وَابْن المزلق من اكبر تجار دمشق تسير تجارتهما فِي الْبلدَانِ وَأعْطى الله المترجم كثيرا من المَال والبنين وَكَانَ عِنْده كرم وإحسان إِلَى الْفُقَرَاء وتأنق فِي بِنَاء مدرسته وَبنى لَهَا تربة ورتب بهَا فُقَرَاء وَجَمَاعَة يقرؤون الْقُرْآن وَهِي من احسن عمائر دمشق توفّي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن فِي تربته وَترك من الْأَمْوَال والأملاك والبضائع وَالْخَيْل المسومة شَيْئا كثيرا وَخلف وَلدين شابين وَكَانَ متزوجا ببنت ابْن المزلق قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة توفّي بعده بِقَلِيل عشرُون نفسا من أهل بَيته
الْمدرسَة الأَسدِية
حدث النعيمي وَغَيره أَنَّهَا بالشرف القبلي ظَاهر دمشق مطلة على الميدان الْأَخْضَر يَعْنِي المرجة الخضراء وَهِي على الطَّائِفَتَيْنِ الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة انْتهى
وَقد عفت الْيَوْم أطلالها وانمحت رسومها وآثارها وَذَهَبت أحاديثها إِلَّا من القرطاس فسبحان الْبَاقِي
وَقَالَ العلموي فِي مُخْتَصر تَنْبِيه الطَّالِب قلت يحْتَمل أَنَّهَا المركبة على بانياس الْمَعْرُوفَة بالقرمانية وَالْعجب أَن شيركوه لَهُ أسديتان برانية وجوانية وأناس كَثِيرُونَ ينتسبون إِلَيْهِ وَلَا تعرف هَذِه الْمدرسَة وَالْوَقْف عَلَيْهَا قَرْيَة بَرزَة وَضمير وَلَا يعرف من ذَلِك إِلَّا ثَلَاثَة قراريط من بَرزَة هِيَ وقف على الأَسدِية الجوانية بِدِمَشْق وَثَمَانِية قراريط من ضمير هِيَ وقف على الأَسدِية الجوانية بحلب فَليعلم ذَلِك قَالَ وَأما الذُّرِّيَّة فابتلوا بالقلة لعدم رجوعهم إِلَى الْحق فِي شرطهم الأول انْتهى
وأيا مَا كَانَ فقد اندرست هَذِه الْمدرسَة واندرس وَقفهَا وَمِمَّنْ درس بهَا أَيَّام عزها الْعِزّ الْقرشِي أَبُو الْخطاب والركن البَجلِيّ وَصَلَاح الدّين العلاني وَشرف الدّين الاذرعي وَغَيرهم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute