للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حرف الْخَاء

[التربة الخاتونية]

على نهر يزِيد بالصالحية قبلي الْمدرسَة الجهار كسية أنشاتها عصمَة الدّين خاتون بنت الامير معِين الدّين زَوْجَة نور الدّين ثمَّ صَلَاح الدّين وَهِي الَّتِي أوقفت الْمدرسَة الخاتونية بِدِمَشْق والخاتقاه الَّتِي عِنْد جَامع تنكز أنشاتها سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة قَالَ النعيمي بعد أَن ذكر التَّارِيخ وَأَنه قرأة من الشباك المطل على الطَّرِيق قَالَ وَقد وسع هَذِه التربة وَجعله جَامعا سُلَيْمَان بن الْحُسَيْن العقيري التَّاجِر بتولية عَليّ ابْن التدمري فِي سنة تسع وَسَبْعمائة وَسمي بالجامع الْجَدِيد ثمَّ أنشأ الخواجة أَبُو بكر ابْن الْعَيْنِيّ تربة لَهُ شمَالي هَذِه ليسلك اليها من بَابَيْنِ أَحدهمَا من الْجَامِع الْمَذْكُور وتجاههما أيوان بمحراب واضافه الى الْجَامِع المذكورثم أوقف عَلَيْهَا وَلَده عبد الرَّحْمَن ابْن الْعَيْنِيّ تربة لَهُ شمَالي هَذِه ليسلك اليها من بَابَيْنِ احدهما من الْجَامِع الْمَذْكُور لَيْلَة جُمُعَة وَشرط فِي الْمدرس وَالْفُقَهَاء أَن يَكُونُوا حيفية واوقف كتبه عَلَيْهَا وَشرط ان تكون التَّوْلِيَة للمفتي الْحَنَفِيّ بِدِمَشْق قَالَ العلموي ثمَّ فِي سنة خمس وَسبعين وَتِسْعمِائَة الْهم الله عَبده الصَّالح مُحَمَّد بن مُحَمَّد المترح أَن يُوسع هَذَا الْجَامِع فاجتهد فِي توسعته من جِهَة الغرب ووسعه بِقَدرِهِ مرَّتَيْنِ بعد ان كَانَ ضيقا فَصَارَ جَامعا وَاسِعًا تصلي فيهم الصَّلَوَات وتقام فِيهِ الْعِبَادَات والتلاوات وازال الْحَائِط الغربي وَجعل فِي هَذَا الَّذِي جدده محرابا ثَانِيًا ورتب فِيهِ اماما ووقف عَلَيْهِ وَقفا وانفق عَلَيْهِ من مَاله وساعده بعض اهل الْخَيْر انْتهى

وَترْجم الذَّهَبِيّ الواقفة فَقَالَ هِيَ عصمَة الدّين واقفة الْمدرسَة الَّتِي بِدِمَشْق بمحلة حجر الذَّهَب والخانقاه الَّتِي بِظَاهِر دمشق يَعْنِي الَّتِي شمَالي جَامع تنكز وَلما توفيت دفنت بتربتها الَّتِي تجاه قبر جركس بِالْجَبَلِ وَقَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب كَانَت من اعْفُ النِّسَاء واعصمهن واجلهن فِي الصيانة واحزمهن متمسكة بالعروة الوثقى لَهَا امْر نَافِذ ومعروف وصدقات ورواتب للْفُقَرَاء وادارات وَفِي الْكَوَاكِب الدرية فِي السِّيرَة النورية انها نَامَتْ لَيْلَة من اللَّيَالِي عَن وردهَا فاصبحت وَهِي غَضبى فسالها نور الدّين فاخبرته فامر بِضَرْب الطبلخانة فِي القلعة وَقت السحر ليوقظ النَّائِم وَكَذَا وَقت قيام اللَّيْل ورتب للضارب جراية وجامكية

<<  <   >  >>