الشَّيْخ خطاب ثمَّ ابْن قَاضِي عجلون ثمَّ أَخُوهُ تَقِيّ الدّين وللحنفية عِيسَى الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الزين ابْن الْعَيْنِيّ فِي الايوان الشمالي وجدد القَاضِي الْمَالِكِي درسا بهَا ثمَّ انْقَطع انْتهى
وَأما شُيُوخ إقراء الْقُرْآن بهَا فَكَانَ داخلها سَبْعَة أَمَاكِن معدة لذَلِك احدها على الخزانة الغربية استجده ابْن مبارك وَاقِف الحاجبية وَالْآخر على الشرقية وَآخر بَينهمَا وَشَيخ الْمدرسَة فِي الْمِحْرَاب وَآخر شرقيه وإثنان غربيه وحلقة ابْن الحبال لإقراء الْقُرْآن وَالْعلم بَين بَابي الْمدرسَة وَالسّلم الشرقيين
قلت وَجَمِيع هَذِه المرتبات درست وانقرضت وَمَاتَتْ بِمَوْت أَهلهَا وَكَانَ يُقَال لم يكن شَيْء من أَنْوَاع الْبر إِلَّا وَهُوَ مَوْضُوع فِي العمرية ثمَّ لم تزل الايام تَأتي على أوقافها ومرتباتها بِالنُّقْصَانِ الى ان تولى نظرها الشهَاب احْمَد المنيني ثمَّ صَارَت فِي زمننا الى توفيق المنيني من ذُريَّته فابتلع الوشل الَّذِي بَقِي من أوقافها واهلكها هَلَاكًا لَا يُرْجَى لَهُ برْء
تَرْجَمَة واقفها
اخْتلف فِي بانيها فَقَالَ النعيمي الظَّاهِر ان هَذِه الْمدرسَة أَصْلهَا من بنابة نور الدّين مَحْمُود بن زنكي لما حَكَاهُ فِي مرْآة الزَّمَان عَن الشَّيْخ ابي عمر أَنه قَالَ كَانَ نور الدّين يزور وَالِدي احْمَد فِي الْمدرسَة الصَّغِيرَة الَّتِي على نهر يزِيد الْمُجَاورَة للدير وَنور الدّين بنى هَذِه الْمدرسَة والمصنع والفرن قَالَ فجَاء نور الدّين لزيارة وَالِدي وَكَانَ فِي سقف الْمَسْجِد خَشَبَة مَكْسُورَة فَقَالَ لَهُ يَا نور الدّين لَو كتشفت السّقف وجددته فَنظر الى الْخَشَبَة وَسكت فَلَمَّا كَانَ من الْغَد جَاءَ معماره وَمَعَهُ خَشَبَة صَحِيحَة فوضعها مَوضِع الْمَكْسُورَة وَمضى قَالَ فَعجب الْجَمَاعَة فَلَمَّا جَاءَ الى الزِّيَارَة قَالَ بعض الْحَاضِرين يَا نور الدّين فاكرتنا فِي كشف سقف وأعادته فَقَالَ لَا وَالله وانما هَذَا الشَّيْخ احْمَد رجل صَالح وَأَنا ازوره لانتفع بِهِ وَمَا أردْت أَن أزخرف لَهُ الْمَسْجِد وانقض مَا هُوَ صَحِيح وَهَذِه الْخَشَبَة يحصل بهَا الْمَقْصُود فدعوني مَعَ حسن ظَنِّي فِيهِ فَلَعَلَّ الله يَنْفَعنِي بِهِ
وَلَكِن التَّحْقِيق وَالصَّوَاب ان هَذِه الْمدرسَة الَّتِي بناها نور الدّين هِيَ الْمَسْجِد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute