الْبَهْجَة
وَيُقَال لَهَا الْجَبْهَة
هِيَ متنزه أَيْضا وَهِي أَرض مربعة قدر فدانين كَانَت لَهَا سقائف تظلها من غير طين بَين شجر الصفصاف والجوز والحور وكل مفرش حَصِير تحتاط بِهِ جداول المَاء من أَربع جهاته مَعَ البرك والبحيرات بالنوافر وَهِي بِجَانِب نهر بردى وَكَانَ بهَا حوانيت الشرايحية والجزارين والطباخين والحوامضية والاقسماوية والفاكهانية وَغير ذَلِك وَكَانَ بهَا مَسْجِد ومدرستان وبربط للدواب ومقاصفية واقفين فِي خدمَة النَّاس وَعِنْدهم اللحف والأنطاع والعبي لمن يبيت عِنْدهم أَو ينَام وَفِي البهجه قَالَ ابْن حجَّة الْحَمَوِيّ وَلكنه سَمَّاهَا الْجَبْهَة
(لما مَلأ الْجَبْهَة بالانوار ... لمنا على ذَلِك خوف الْعَار)
(قَالَ أصرفوالي الِاسْم من بلدتكم ... فجبهتي منَازِل الاقمار)
وَبِه يَقُول عَليّ بن سعيد
(أَن للجبهة فِي قلبِي هوى ... سَاكن عِنْدِي للْوَجْه الْجَمِيل)
(برقص المَاء بهَا من طرب ... ويميل الْغُصْن للظل الظليل)
(وتود الشَّمْس لَو باتت بهَا ... فَلِذَا تصفر فِي وَقت الْأَصِيل)
ويعلوها نهر القنوات وبانياس وينحدر المَاء مِنْهُمَا اليها وَمن فَوق النَّهر حمام النزهه والى جانبة مقصف بحوانيت فِيهَا البضائع ويمر وَسطه نهر قنوات ويتوصل مِنْهُ الى زَاوِيَة الحريري وَقد كَانَت مشورة وَلم يَك فِي وَقتهَا أبدع مِنْهَا وينحدر المَاء الى متنزه كَانَ اسْمه قطية وَهُوَ مقصف كَانَ بجانبها نهر بردى وَعَلِيهِ نواعير متشعبة أراضيه بجداول المَاء والبرك والتجيرات وَبِه قَصَبَة حوانيت يعلوها أَربع طباق ومربط للدواب وَعند المقاصفي العبي واللحف والانطاع حَتَّى الأطباق والملاعق لمن نَأْكُل قَالَ البدري وَهَذَا مِمَّا لَا يُوجد فِي بلد من الْبلدَانِ انْتهى وَذَلِكَ بِحَسب زَمَانه فان المطاعم كَانَت لَا تُوجد الا فِي دمشق ثمَّ عَمت الْبلدَانِ والاقطار وَفِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute