(سرقت غصون البان لين شمائلي ... فقطعتها وَالْقطع حد السَّارِق)
وَله دوبيت
(كم يذهب هَذَا الْعُمر فِي الخسران ... مَا أغفلني عَنهُ وَمَا أنساني)
(ضيعت زماني كُله فِي لعب ... يَا عمر هَل من بعد عمر ثَانِي)
الْمدرسَة الأمينية
تَعْرِيفهَا الْقَدِيم كَمَا فِي تَنْبِيه الطَّالِب وَغَيره أَنَّهَا قبل بَاب الزِّيَادَة من أَبْوَاب الْجَامِع الْأمَوِي الْمُسَمّى قَدِيما بِبَاب السَّاعَات لِأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ مَكَان للساعات يعلم مِنْهَا كل سَاعَة تمْضِي من النَّهَار وَعَلَيْهَا عصافير من نُحَاس وحية من نُحَاس وغراب من نُحَاس فَإِذا تمت السَّاعَة خرجت الْحَيَّة وصوتت العصافير وَصَاح الْغُرَاب وَسَقَطت حَصَاة كَذَا ذكره القَاضِي ابْن زير فِي تَارِيخه وَهِي شَرْقي المجاهدية جوَار قاسارية القواسين وتعرف هَذِه الْمحلة قَدِيما بحارة الْعقَاب وَكَانَت هُنَاكَ دَار مسلمة بن عبد الْملك وَكَانَت هَذِه الْمدرسَة من سوق السِّلَاح وَقيل أَنَّهَا أول مدرسة بنيت للشَّافِعِيَّة وَقد أوقفها أَمِين الدولة كَمَا سَيَأْتِي
قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي فِي تَارِيخه وقف أَمِين الدولة هَذِه الْمدرسَة سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة ووقف عَلَيْهَا غَالب مَا حولهَا من سوق السِّلَاح وقيسارية القواسين وَقد اخبرني بعض شيوخي أَنَّهَا كَانَت تسمى حق الذَّهَب لِكَثْرَة أوقافها وَلها حِصَّة ببستان الخشاب بكفرثوثا وَغير ذَلِك وَقد درس بهَا جمَاعَة من كبار الأفاضل يَتْلُو بَعضهم بَعْضًا لَا فَائِدَة من ذكرهم سوى الإطلاع على الْأَسْمَاء وَقد تلكم ألاسدي عَن الأمينية فِي كراس وَكتب على ظَهره مَا صورته وَفِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة نظر الْعَلَاء ابْن الزملكاني فِي كتاب وقف الأمينية فَزعم أَن القارساية الَّتِي إِلَى جَانب الْمدرسَة لَا يحل اكراؤها وَيجب أَن يسكنهَا الْفُقَرَاء بِغَيْر أُجْرَة فَأبْطل جملَة من الْكِرَاء كل شهر ثمَّ اقْتضى رَأْيه وَنَظره أَن الدَّرْس يذكر كل يَوْم حَتَّى يَوْم الثُّلَاثَاء وَالْجُمُعَة وَذكر الدَّرْس بعد الْعِيد بِثَلَاثَة أَيَّام وَاسْتمرّ الدَّرْس يَوْم الْجُمُعَة وَالثُّلَاثَاء انْتهى
وَبِالْجُمْلَةِ فقد كَانَ لهَذِهِ الْمدرسَة شَأْن كَبِير بَين الْمدَارِس ثمَّ أَن الْأَيَّام كرت عَلَيْهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute