أَبِيه وَالْملك الأمجد كَانَ صَاحب بعلبك بعد أَبِيه وَأخذت مِنْهُ سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة أَخذهَا مِنْهُ الْملك الْأَشْرَف مُوسَى وردهَا إِلَى أَخِيه الصَّالح إِسْمَاعِيل فَقدم الأمجد دمشق وَأقَام بهَا ثمَّ انه اتهمَ أحد مماليكه بِسَرِقَة حياصة لَهُ وحبسه فِي خزانته وبينما هُوَ ذَات لَيْلَة منشغل بالنرد إِذْ بالغلام قد ولع بَرزَة الْبَاب فقلعها وهجم على الأمجد فَقتله وهرب وَرمى بِنَفسِهِ من السَّطْح فَمَاتَ وَقيل لحقه المماليك عِنْد وُقُوعه فقطعوه بِالسُّيُوفِ وَدفن بتربته الَّتِي هِيَ بِجَانِب تربة أَبِيه فِي الشّرف الشمالي قَالَ مُحَمَّد بن شَاكر الكتبي فِي فَوَات الوفيات وَغَيره كَانَ ذَلِك سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة وَقيل سنة ثَمَان وَعشْرين وَالْأول اصح وَقَالَ أَيْضا كَانَ الأمجد أديبا فَاضلا شَاعِرًا لَهُ ديوَان شعر مَوْجُود فِي أَيدي النَّاس ثمَّ أورد شَيْئا من كَلَامه وَمِنْه قَوْله
(قُولُوا لجيران العقيق والنقا ... حتام تهدون إِلَيْنَا القلقا)
(يَا سَاكِني قلبِي عَسى مُبشر ... يُخْبِرنِي مَتى يكون الْمُلْتَقى)
(مَا لبقائي بعد بعد عَنْكُم ... معنى فان لَقِيتُم طَابَ البقا)
(أشقاني الدَّهْر فان أسعدني ... بِجمع شملي بكم زَالَ الشقا)
(أهواكم واقلقي وقلما ... يجمع مَا بَين الغرام والتقى)
(حبكم سفينة ركبتها ... مَأْمُونَة فَكيف أخْشَى الغرقا)
(حاشا لمن اصبح يَرْجُو الْوَصْل أَن ... يُمْسِي بِنَار هجركم محترقا)
وَقَوله
(دَعَوْت بِمَاء فِي إِنَاء فَجَاءَنِي ... غُلَام بهَا صرفا فأوسعته زجرا)
(فَقَالَ هُوَ المَاء القراح وانما ... تجلى لَهَا خدي فأوهمك الخمرا)
وَأورد ابْن الساعاتي قِطْعَة من جيد شعره الْفَائِق ونظمه الرَّائِق فَمِنْهُ مَا قَالَه على البديهة فِي شَاب يقطع قضبان بَان
(من لي بأهيف قَالَ حِين عتبته ... فِي قطع كل قضيب بَان رائق)
(يَحْكِي شمائله الرشاق إِذا انثنى ... رَيَّان بَين جداول وَحَدَائِق)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute