للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودرس بهَا نجم الدّين فَخر الدّين الْغَازِي ثمَّ تغلب عَلَيْهَا أَوْلَاد الْوَاقِف فتعطل الدَّرْس مُدَّة ثمَّ بعد ذَلِك درس بهَا الصفي البصروي ثمَّ بعده أَرْبَعَة آخِرهم فَخر الدّين بن الْوَلِيد ثمَّ سَارَتْ سيرا كَانَ آخِره مَا علمت من انطماس آثارها وانمحاق هِلَال النَّفْع بهَا

وَلنَا مقدمية ثَالِثَة وَهِي تربة بمرج الدحداح تعرف بتربة ابْن الْمُقدم أَنْشَأَهَا ولد المترجم سَابِقًا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْملك وَدفن بهَا سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة قَالَ الْأَسدي كَانَ إِبْرَاهِيم شجاعا عَاقِلا ولي القلعة بماردين وعدة حصون وَله بهَا نواب فَمد عينه إِلَيْهَا الْملك الظَّاهِر غَازِي فَأَخذهَا وَبقيت لَهُ ماردين انْتهى

الْمدرسَة المنجكية

هِيَ المنجكية الْحَنَفِيَّة بالخلخال قبلي الصُّوفِيَّة إِلَى الغرب كَذَا فِي التَّنْبِيه ومختصره وَالْوَقْف عَلَيْهَا حمام منجك الْمَشْهُور والفرن إِلَى جَانِبه وَالرّبع فَوْقهمَا

ودرس بهَا جمال الدّين ابْن القطب ثمَّ شرف الدّين الانطاكي ثمَّ وَلَده ثمَّ قوام الدّين العجمي

أَقُول لم يبْق لهَذِهِ الْمدرسَة أثر يتَعَيَّن

وَقد رَأَيْت فِي آخر مُخْتَصر العلموي مَا لَفظه أَن هَذِه الْمدرسَة اندرست وانخربت تِلْكَ البنايات المؤسسة وَصَارَ مَكَانهَا بستانا كَأَن الَّذِي خربها وحرثها أَخذ من الله ثمَّ من الدَّهْر أَمَانًا وَصَارَ وَقفهَا الْحمام والفرن والطباق على بلاعة البرش مَوْقُوفا ومنفقا عَلَيْهِم كالراتب لَهُم مصروفا

(فَالله تَعَالَى غيور ... وَبِيَدِهِ مقاليد الْأُمُور)

وَأما الخلخال فَهُوَ متنزه غربي مرجة دمشق وَكَانَ بِهِ سويقة وحوانيت وفرن وحمام وَكَانَ فِي الْأَزْمَان السالفة هُوَ والمنيبع مسكن الأتراك وَبِه تدق طبلخاناتهم وبالخلخال كَانَت زَاوِيَة الأدهمية والهنود تحف بهما النَّاس والأعيان

وَفِيه يَقُول جمال الدّين ابْن نباتة

<<  <   >  >>