تقدم أَن الَّذِي بناها الْأَمِير عز الدّين أيبك أستاذ دَار المعظمي الْمَعْرُوف بِصَاحِب صرخد سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة وَكَانَ من الْعُقَلَاء الأمجاد
وَقَالَ ابْن كثير استنابه الْملك الْمُعظم على صرخد فَظهر مِنْهُ نهضة وكفاءة ووقف القريتين البرانية والجوانية ثمَّ إِن الْملك الصَّالح أَيُّوب أَخذ مِنْهُ صرخد وعوضه عَنْهَا فَأَقَامَ بِدِمَشْق على خير وتقى ثمَّ تنَاوله الوشاة بألسنتهم واتهموه بِأَنَّهُ يُكَاتب الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل فاحتيط على جَمِيع أَمْوَاله وحواصله فَأخذ مِنْهُ الْقَهْر كل مَأْخَذ فَمَرض وَسقط على الأَرْض وَقَالَ هَذَا آخر عهدي وَكَانَ قد فر إِلَى مصر فِي مبدأ التُّهْمَة وَمَات بهَا سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب النَّصْر بهَا ثمَّ نقل إِلَى دمشق وَدفن فِي تربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بمدرسته كَمَا أَفَادَ ابْن كثير وَصَاحب مرْآة الزَّمَان
ودرس بِهَذِهِ الْمدرسَة الشَّمْس ابْن فلوس ثمَّ بعده نَحْو أحد عشر مدرسا آخِرهم شهَاب الدّين ابْن الفصيح وَكَانَ بهَا دَار حَدِيث وَليهَا ابْن المظفر وَغَيره