وَقَالَ الصّلاح الصَّفَدِي فِي تَارِيخه ان المترجم ينْسب الى الْفَتْح بن خاقَان وَزِير المتَوَكل توفّي وَالِده وَهُوَ فِي الْجَيْش يُبَاشر مشارفته بِدِمَشْق ثمَّ أَن الْأَمِير تنكز أَخذ مِنْهُ مبلغ مائَة ألف دِرْهَم فَمَا أَظن من غير ذَنْب وَلَا جِنَايَة لَكِن نقم على وَالِده فَترك المترجم المناصب وزهد فِيهَا وَأَقْبل على الْعلم الى أَن صَار عَلامَة فِي الْمَنْقُول ومذاهب النَّاس وَشرح مَرَاتِب الاجماع لِابْنِ حزم فِي عشرَة أسفار واستدرك عَلَيْهِ قيودا أهملها وحسبك بِمن يسْتَدرك على ابْن حزم وَشرح أَحْكَام مجد الدّين فِي مجلدات كَثِيرَة
الْحَافِظ ابْن رَجَب
من مدرسيها عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن رَجَب الْعَلامَة الْحَافِظ الزَّاهِد شيخ الْحَنَابِلَة الْبَغْدَادِيّ قدم بِهِ وَالِده من بَغْدَاد الى دمشق وَهُوَ صَغِير ولازم ابْن النَّقِيب وَالنَّوَوِيّ وَغَيرهم واشتغل بِسَمَاع الحَدِيث وَشرح التِّرْمِذِيّ وَالْأَرْبَعِينَ النووية وزادها الى الْخمسين وَشرح مازاده وَشرع فِي كتاب سَمَّاهُ فتح الْبَارِي شرح البُخَارِيّ وَنقل فِيهِ كثيرا من كَلَام الْمُتَقَدِّمين وَلم يتمه وَله كتاب اللطائف فِي الْوَعْظ وَكتاب أهوال الْقُبُور وَكتاب التخويف من النَّار والتعريف بدار الْبَوَار وَالْقَوَاعِد الفقيهه وَاخْتِيَار الأولى شرح حَدِيث اختصام الْمَلأ الْأَعْلَى وَنور الاقتباس من مشكاة وَصِيَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِابْنِ عَبَّاس وَله الذيل على طَبَقَات القَاضِي ابي يعلى وَغَايَة النَّفْع فِي شرح حَدِيث تَمْثِيل الْمُؤمن بخامة الزَّرْع وَغير ذَلِك وَكَانَ لَا يعرف شَيْئا من أُمُور النَّاس وَلَا يتَرَدَّد على أحد من أَرْبَاب الولايات وَكَانَ يسكن الْمدرسَة السكرية بالقصاعين توفّي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِأَرْض الحميرية ببستان كَانَ اسْتَأْجرهُ وَدفن بِبَاب الصَّغِير