للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَرْجَمَة بانيها

أَنْشَأَهَا أقوش الصَّالِحِي النجمي مَمْلُوك الْملك الصَّالح أَيُّوب وَكَانَ يعْتَمد عَلَيْهِ فِي جَمِيع أُمُوره وَجعله أستاذ دَاره فِي حَيَاته وولاه الْملك الظَّاهِر نِيَابَة دمشق فَأَقَامَ بهَا نَحوا من عشر سِنِين ثمَّ عَزله بعز الدّين أيدمر سنة سبعين وسِتمِائَة فَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا وافر الْحُرْمَة وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة ومولده فِي حُدُود الْعشْرين وسِتمِائَة

قَالَ الصَّفَدِي كَانَ أقوش هَذَا شَافِعِيّ الْمَذْهَب كثير الصَّدَقَة حسن الِاعْتِقَاد ضخم الشكل جَهورِي الصَّوْت كثير الْأكل لَهُ أوقاف على الْحَرَمَيْنِ بنى مدرسة بِدِمَشْق إِلَى جَانب مدرسة نور الدّين وَبنى بهَا تربة وَفتح لَهَا شباكين على الطَّرِيق وَلم يقدر دَفنه بهَا

قَالَ أَبُو شامة كَانَت مدرسته دَارا لِابْنِ مَرْزُوق فاشتراها أقوش وَجعلهَا مدرسة للشَّافِعِيَّة ووقف عَلَيْهَا أوقافا دارة وَاسِعَة لكنه لم يقدر للمستحقين قدرا يُنَاسب مَا وَقفه عَلَيْهِم وَمن جملَة أوقافه الْبُسْتَان والأراضي الَّتِي وَقفهَا على الجسورة الَّتِي هِيَ قبلي جَامع كريم الدّين وعَلى ذَلِك أوقاف كَثِيرَة وَجعل النّظر فِي أوقافه لِابْنِ خلكان وَقد درس فِي الْمدرسَة ثمَّ نزل عَنْهَا لوَلَده كَمَال الدّين مُوسَى قَالَ فِي تَنْبِيه الطَّالِب وَله فِي دمشق خَان وخانقاه ومدرسة وَلم يخلف ولدا قَالَه الذَّهَبِيّ

وَقد كَانَت أوقاف الْمدرسَة والخانقاه تَحت الحوطة وَفِي كَلَام الصَّفَدِي أَن الخانقاه ظَاهر دمشق بالشرف القبلي

قلت وَقد اندرست أَيْضا واختفى آثرها وَقد درس بِالْمَدْرَسَةِ جمَاعَة مِنْهُم الْعِمَاد إِسْمَاعِيل بن كثير ثمَّ تَقِيّ الدّين الحريري وَمِنْهُم الضياء عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد ابْن عَليّ الطوسي ثمَّ الدِّمَشْقِي شَارِح الْحَاوِي ومختصر ابْن الْحَاج توفّي سنة سِتّ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة

وَهَذَا آخر الْكَلَام على مدارس الشَّافِعِيَّة حَسْبَمَا سمح بِهِ الزَّمَان وقدرت عَلَيْهِ فِي هَذِه الْأَيَّام المعادية للْعلم وَأَهله

وَهَذَا أول الشُّرُوع فِي مدارس السَّادة الْحَنَفِيَّة

<<  <   >  >>