فِي أول الشّرف القبلي وَهُوَ الْآن مدرسة لتلامذة الْجند العسكري وَفِي وَصفه قَالَ ابْن صَدَقَة
(وافيت جَامع تنكر فَوَجَدته ... متفردا بَين الرياض وحيدا)
(لم صرت وَحدك هَهُنَا فاجابني ... لما جمعت الْحسن صرت فريدا)
جَامع التَّوْبَة
هُوَ بمحلة العقيبة مَشْهُور بناه الْملك الاشرف مُوسَى ابْن الْملك الْعَادِل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ مَحَله يعرف بخان الزنجاري وَكَانَ بِهِ كل مَكْرُوه من القيان وغيرهن فعمره الاشرف جَامعا قَالَ ابْن شَدَّاد ثمَّ ولي خطابته الشَّيْخ بحيى ابْن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام الملقب وَالِده بسُلْطَان الْعلمَاء فجدد قبلته ومحرابه وذهبه وبيض أساطينه البرانية وأروقته الشمالية وصانة أتم صيانه وجدد لَهُ ريعا وَوَقفه عَلَيْهِ وَمن النَّوَادِر الْمُتَعَلّقَة بِهَذَا الْجَامِع مَا حَكَاهُ فِي شذرات الذَّهَب قَالَ كَانَ بمدرسة الشامية أَمَام يعرف بالجمال السبتي وَكَانَ شَيخا حسنا صَالحا وَكَانَ فِي صباه يلْعَب بلمهياة تسمى بالجفانة ثمَّ حسنت طَرِيقَته وَصَارَ مَعْدُود من الاخيار فولاه الاشرف خَطِيبًا فَلَمَّا تولى مَكَانَهُ الْعِمَاد الوَاسِطِيّ الْوَاعِظ وَكَانَ مُتَّهمًا بِشرب الشَّرَاب وَكَانَ ملك دمشق فِي ذَلِك الْوَقْت الْملك الصَّالح أَبَا الْجَيْش فَكتب اليه الْجمال عبد الرَّحِيم ابْن الزوتينية
(يامليكا أوضح الْحق ... لدينا وابانه)
(جَامع التَّوْبَة قد ... قلدني مِنْهُ الأمانه)
(قَالَ قل للْملك الصَّالح ... أَعلَى الله شانه)
(يَا عماد الدّين يامن ... حمد النَّاس زَمَانه)
(قُم الي فانا
وَفِي بالجفانه بؤس واهانه)
(لي خطيب واسطي ... يعشق الشّرْب ديانه)
(وَالَّذِي قد كَانَ من قبل يُغني بالجفانة)
(فَكَمَا كنت كَذَا صرت ... فَلَا أربح جانه)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute