للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التربة الأرسلانية]

هِيَ تربة مَشْهُورَة بِظَاهِر بَاب توما وَيُقَال لَهَا تربة أبي عَامر الْمُؤَدب وَهُوَ مدفون فِي الْقَبْر القبلي وَالشَّيْخ أرسلان فِي الْقَبْر الْأَوْسَط وخادمه أبوالمجد فِي الْقَبْر الثَّالِث وَكَانَ أَبُو عَامر هَذَا شيخ الشَّيْخ أرسلان

الشَّيْخ أرسلان

قَالَ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن البصروي فِي تحفة الانام هُوَ الشَّيْخ أرسلان بن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَصله من قلعة جعبر ثمَّ أَتَى الشَّام وَكَانَ نشارا وَصَحب أَبَا عَامر الْمُؤَدب ثمَّ اشْتهر بالصلاح والزهد قيل انه كَانَ ينشر الْخشب ثمَّ يقسم أجرته أَثلَاثًا فَيجْعَل ثلثا للنَّفَقَة وَثلثا للصدقة وَثلثا للكسوة وَكَانَ أَولا يتعبد فِي مَسْجِد صَغِير دَاخل بَاب توما وَهُوَ مَعْرُوف الْآن بمقامه وحفر الْبِئْر الَّذِي هُنَاكَ بِيَدِهِ وَكَانَ بَيته طبقَة صَغِيرَة والى جَانب الطَّبَقَة دكان حياكة ثمَّ أَن نور الدّين اشْترى وارا مجاورة لِلْمَسْجِدِ ووسعه وَبنى لَهُ مَنَارَة ووقف عَلَيْهِ ثمَّ خرج الشَّيْخ أرسلان الى ظَاهر بَات توما الى مَسْجِد خَالِد بن الْوَلِيد وَكَانَ هَذَا مَكَان خيميه حِين فتح دمشق رَضِي الله عَنهُ فعمر هُنَاكَ مَسْجِدا واقام فِيهِ الى أَن توفّي بعد الاربعين وَخَمْسمِائة وَذكره صَاحب شذرات الذَّهَب فِي جملَة من توفّي سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَقَالَ توفّي فِي حُدُودهَا وَقَالَ الْمَنَاوِيّ توفّي قبل الستمائة وترجمة الْمَنَاوِيّ وَنقل عَن تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ أَنه حضر سَمَاعا عِنْده فَكَانَ يطير فِي الْهَوَاء وَهَذَا لَيْسَ بِصَحِيح لَان السُّبْكِيّ لم يُدْرِكهُ قطعا وأظن أَن وَالِده لم يُدْرِكهُ فَكيف يَصح مِنْهُ نقل الْمُشَاهدَة وَالصَّحِيح ان الشَّيْخ أرسلان توفّي بعد الاربعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ زاهدا قدوة من اكابر مَشَايِخ الشَّام وَمن كلامة الْحَسَد مِفْتَاح كل شَرّ وَالْغَضَب يقيمك على اقدام الذل والاعتذار والكريم من احْتمل الأذي وَلم يشك عِنْد الْبلوى وَله الرسَالَة الْمَشْهُورَة الَّتِي اولها كلك شرك خَفِي يَا ابْن آدم وَشَرحهَا القَاضِي زَكَرِيَّا الانصاري والشهاب أَحْمد ابْن الطَّيِّبِيّ وعلاء الدّين بن صَدَقَة وَالشَّيْخ عبد الْغَنِيّ النابلسي وَمن نظمه

(يَا من علا فرآى مَا فِي الغيوب وَمَا ... تَحت الثرى وظلام اللَّيْل منسد)

(انت الغياث لمن ضَاقَتْ مذاهبه ... انت الدَّلِيل لمن حارت بِهِ الْحِيَل)

<<  <   >  >>