للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتعرف بالدركزية أنشاها مَحْمُود بن مُحَمَّد الدنركزيني الطَّالِبِيُّ ودركزين بدال مُهْملَة ثمَّ نون وَرَاء سَاكِنة ثمَّ كَاف مَكْسُورَة ثمَّ زَاي مُعْجمَة بعْدهَا يَاء اسْم بَلْدَة من همذان بَينهمَا اثْنَا عشر فرسخا

الطَّائِفَة القلندرية

أَنِّي ذَاكر هُنَا أَحْوَال هَذِه الطَّائِفَة كَمَا رَأَيْته مسطورا فِي أسفار الْعلمَاء لَا أتعرض لتفنيد شَيْء من أَحْوَالهم الْآن أقيم نَفسِي مقَام المؤرخ النَّاقِل لَا مقَام الْمُحَقق المنتقد لِأَن هَذَا لَهُ مجَال مؤلفاتنا واليك سيرتهم

قَالَ الْحَافِظ ابْن كثير دخلت الْفُقَرَاء الحيدرية الشَّام سنة خمس وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَكَانَ من شعارهم لبس الفراجي والطراطير يقصون لحاهم ويتركون شواربهم وَهُوَ خلاف السّنة وانما فعلوا ذَلِك مُتَابعَة لشيخهم حيدر حينما أسره الْمَلَاحِدَة فقصوا لحيته وَتركُوا شواربه فاقتدوا بِهِ فِي ذَلِك وَهُوَ مَعْذُور مأجور وَلَيْسَ لَهُم بِهِ قدوة وَقد نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك وبنيت لَهُ زَاوِيَة بِظَاهِر دمشق قَرِيبا من العونية رَأَيْت فِي كتاب حسن التَّنْبِيه للنجم الْغَزِّي وَقَالَ الصّلاح الصَّفَدِي فِي الوافي بالوفيات مَا صورته

مُحَمَّد بن يُونُس الشَّيْخ جمال الدّين الساوجي الزَّاهِد شيخ الطَّرِيقَة القلندرية قدم دمشق وقرا الْقُرْآن وَالْعلم وَسكن قاسيون فِي زَاوِيَة الشَّيْخ عُثْمَان الرُّومِي ثمَّ حصل لَهُ زهد وَفرغ عَن الدُّنْيَا فَترك الزاوية وَأقَام بمقبرة بَاب الصَّغِير بِقرب مَوضِع الْقبَّة الَّتِي بنيت لأَصْحَابه وَبَقِي مُدَّة بقبة السيدة زَيْنَب بنت زين العابدين وَاجْتمعَ بالجلال الدنركزيني وَالشَّيْخ عُثْمَان كوهي الْفَارِسِي المدفون بالقنوات بمَكَان القلندرية ثمَّ أَن الساوجي حلق وَجهه وَرَأسه ولاق حَاله بذلك وَأُولَئِكَ وافقوه يَعْنِي أَصْحَابه وحلقوا مثله ثمَّ أَن أَصْحَاب الشَّيْخ عُثْمَان طلبُوا الساوجي فوجدوه بالقبة فسبوه وقبحوا فعله فَلم ينْطق ثمَّ أَنه اشْتهر وَتَبعهُ جمَاعَة ثمَّ أَنه لبس دلق شعر وسافر إِلَى دمياط فأنكروا هُنَاكَ حَاله وزيه ثمَّ آل الْأَمر إِلَى أَن اعتقدوا فِيهِ فَتوفي بدمياط وقبره مَشْهُور بهَا

<<  <   >  >>