سنة خمس عشرَة وثلاثمائة وَألف وَبِالْجُمْلَةِ فان بِنَاء الْجَامِع الأول لم يبْق مِنْهُ الا مَالا يذكر
وَكَانَ فِي هَذَا الْجَامِع من الْمدَارِس الغزالية والأسدية والمنجائية والقوصية والسيفية والمقصورة الْكَبِيرَة والزواوية والشيخية وَكَانَ لَهُ تِسْعَة أَئِمَّة وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ سبعا واحدى عشرَة حَلقَة للتدريس فِي الْفُنُون وَلها مقررات من مَال الْمصَالح وَكَانَ بِهِ ثَلَاث حلقات للاشتغال بِالْحَدِيثِ وَقد حكى المحبي الدِّمَشْقِي فِي تَارِيخه الْمَشْهُور أَنه بعد الْخمسين وَألف أحدثت وَظِيفَة تدريس فِي الْجَامِع الْأمَوِي تَحت قبَّة النسْر رتبها بهْرَام آغا كتخدا وَالِد السُّلْطَان أبراهيم وَبنى السُّوق الْجَدِيد والخان قرب بَاب الْجَابِيَة لأَجلهَا وَعين للمدرس سِتِّينَ قرشا وللمعيد ثَلَاثِينَ ولقارئ الْعشْر عشرَة قروش ودرس بِهَذِهِ الْوَظِيفَة قرشا الشَّيْخ سعودي ثمَّ بعده تَاج الدّين بن أَحْمد المحاسني الدِّمَشْقِي
وَفِي الْجَامِع أَيْضا بَيت الخطابة وَكَانَ بِهِ خزانَة كتب حكى المحبي فِي تَارِيخه فِي تَرْجَمَة على الدفتري أَنه وقف كتبه وأستودعها بَيت الخطابة بِالْقربِ م الْمَقْصُورَة بالجامع الْأمَوِي الى ان أدعى النظارة عَلَيْهَا بعض الْمُفْتِينَ بِالشَّام واحتوى عَلَيْهَا وفيهَا نفائس الْكتب قَالَ وَكَانَ لعَلي الدفتري مُشَاركَة فِي الْفُنُون وَتُوفِّي سنة ثَمَانِي عشرَة بعد الْألف وَكَانَ بِهَذَا الْجَامِع جمَاعَة من أفاضل الموقتين واليك تراجم بَعضهم
ابْن القيسراني
هُوَ مُحَمَّد بن نصربن صَغِير الْمَعْرُوف بِابْن القيسراني حَامِل لِوَاء الشّعْر فِي زَمَنه تولى ادارة السَّاعَات مجامع بنى أُميَّة مُدَّة ثمَّ سكن حلب وَكَانَ عَارِفًا بفنون الْهَيْئَة والنجوم والهندسة والحساب مدح الْمُلُوك والكبار وعاش سبعين سنة وَمَات بِدِمَشْق قَالَ ابْن خلكان وَكَانَ أبن مُنِير ينْسب الى التحامل على الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم ويميل الى التَّشَيُّع فَكتب اليه بن القيسراني وَقد بلغه أَنه هجاه
(يَا أبن مُنِير هجوت مني ... حبرًا أَفَادَ الورى صَوَابه)
(وَلم تضيق بِذَاكَ صَدْرِي ... فان لي أُسْوَة بالصحابة)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute