تَرْجَمَة واقفها
أَنْشَأَهَا ريحَان الْمُتَقَدّم ذكره وَكَانَ طواشيا يخْدم السُّلْطَان مَحْمُود بن زنكي وَجعله واليا على السجْن والقلعة وَبَقِي على ذَلِك إِلَى أَن توفّي السُّلْطَان وَدخل صَلَاح الدّين لأخذ دمشق ثمَّ راسله حَتَّى استماله وأغزر لَهُ نواله فتملك القلعة مِنْهُ ومازال فِي الدولة الصلاحية حَتَّى توفّي رَحمَه الله تَعَالَى
الْمدرسَة الزنجارية
قَالَ القَاضِي عز الدّين والنعيمي هِيَ خَارج بَاب توما وَبَاب السَّلامَة وَيُقَال لَهَا الزنجبيلية المسبعة تجاه دَار الْأَطْعِمَة وَبهَا تربة وجامع بِخطْبَة بِمَعْلُوم على الْجَامِع الْأمَوِي وَهِي من أحسن الْمدَارِس وَالَّذِي وجد من أوقافها حانوتان جوارها وَلها طاحون بِالْقربِ مِنْهَا وبجوار الطاحون حَانُوت قَالَ عز الدّين كَذَا رَأَيْته فِي كشف مشد الْأَوْقَاف لمُحَمد بن منجك الناصري انْتهى
قَالَ العلموي وَهِي الَّتِي على بَابهَا هَذَا الرخام الَّذِي من عجائب الدُّنْيَا وَهَذِه الصناعات الَّتِي كَانَت كَأَنَّهَا بَين أَيْديهم كالعجين
وَحكى الْعمريّ فِي ذيله على مُخْتَصر العلموي أَن جَامعهَا خطب بِهِ الشَّيْخ ابْن التينة فَلَمَّا مَاتَ انْقَطَعت الْخطْبَة مِنْهَا وَفِي أَيَّام قَاضِي قُضَاة الشَّام عبد الرَّحْمَن أَفَنْدِي كشف على الْمَكَان الْمَذْكُور فَوَجَدَهُ قد تهدم مِنْهُ القبو فَأمر بعمارته وَعين خَطِيبًا وأقيمت الْجُمُعَة كَمَا كَانَت وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَألف
أَقُول هَذَا التَّعْرِيف بِهَذِهِ الْمدرسَة فِيمَا مضى وَأما الْآن فَإِنِّي نقبت عَنْهَا حَتَّى علمتها بعلاماتها وَعرفت أَن اسْمهَا تغير وَالنَّاس يسمونها جَامع السَّقِيفَة بِالتَّصْغِيرِ وَلَيْسَ بناؤها على طراز بِنَاء الْمَسَاجِد وكل من لَهُ خبْرَة بأبنية الْمدَارِس يحكم بِأَنَّهَا مدرسة وجدارها الغربي من جِهَة الطَّرِيق هُوَ كَمَا وَصفه العلموي بِهِ من الرخام المعجن الَّذِي يبهر فِي إتقانه وَحسن بنائِهِ وَهِي خَارج بَاب توما والتربة مَوْجُودَة وَبهَا قبر الْوَاقِف والحانوتان والطاحون كَذَلِك ويمر بجانبها نهر يُسمى نهر الزنجاري فَلَعَلَّ الْمدرسَة نسبت إِلَيْهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute